شارك وزير الخارجية السورية أسعد الشيباني، في اجتماع خماسي ضم وزراء خارجية إيران عباس عراقجي، والسعودية فيصل بن فرحان، ومصر بدر عبد العاطي، وسلطنة عمان بدر البوسعيدي، وذلك على هامش منتدى “أوسلو للسلام”، الذي يُعقد هذا الأسبوع خلف أبواب مغلقة في مدينة لورينسكوغ، قرب العاصمة النرويجية.
ويُنظر إلى الاجتماع الوزاري على أنه محطة اختبار لجهود التهدئة في الشرق الأوسط، وسط استمرار المبادرات التي تقودها دول عربية مثل سلطنة عمان ومصر وقطر، لتقريب وجهات النظر بين الأفرقاء الإقليميين والدوليين، وتفعيل مسارات الحوار حول الملفات الشائكة، لا سيما الملف النووي الإيراني والنزاعات الإقليمية المتصاعدة.
لقاء سوري – نرويجي لتعزيز التعاون
والتقى الوزير الشيباني نظيره النرويجي إسبن بارث إيد، في إطار مشاركته في المنتدى، حيث ناقشا سبل تطوير العلاقات الثنائية، وبحثا عدداً من القضايا الإقليمية والدولية، لا سيما المتعلقة بالسلام والاستقرار، وجهود الوساطة في مناطق النزاع، بما ينسجم مع أهداف المنتدى الذي تستضيفه النرويج سنوياً منذ عام 2003.
وأكد الجانبان على أهمية مواصلة التنسيق وتبادل الخبرات في مجالات الوساطة والدبلوماسية الهادئة، وخاصة في ظل التحديات التي يواجهها النظام الدولي وتزايد التوترات بين القوى الكبرى.
لقاء مصري – سوري بوساطة سعودية
كما التقى الوزير الشيباني نظيره المصري بدر عبد العاطي، في اجتماع تم بتنسيق سعودي، حيث جرى استعراض عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك، إلى جانب بحث سبل إزالة العقبات التي تحول دون تعزيز التعاون الثنائي بين دمشق والقاهرة.
وشدد الجانبان على أهمية الاستمرار في التشاور وتبادل الرؤى حول التحديات الإقليمية، وتعزيز الجهود الرامية إلى دعم الأمن والاستقرار في المنطقة، وتحقيق التنمية الشاملة.
من جهته، أكد الوزير عبد العاطي على رفض الحلول العسكرية للأزمات، وعلى أولوية المسار التفاوضي بين الولايات المتحدة وإيران بشأن البرنامج النووي، مثمناً دور الوساطة العُمانية، ومعبراً عن دعم مصر للمبادرات الدبلوماسية التي تهدف إلى التهدئة وتقريب وجهات النظر.
وفي بيان صدر عقب اجتماع ثلاثي جمعه مع وزير خارجية سلطنة عمان ووزير خارجية إيران، شدد عبد العاطي على أن مصر تدعم الحوار الإقليمي المتوازن، وتتمسك بضرورة تغليب الحلول السياسية والدبلوماسية في الملفات الخلافية، داعياً إلى تنسيق جماعي يعزز الأمن الإقليمي ويُخفض من وتيرة التصعيد.
مناقشة الكيماوي والطاقة
وفي لقاء منفصل، اجتمع وزير الخارجية السورية مع وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية، محمد بن عبد العزيز بن صالح الخليفي، حيث ناقش الجانبان سبل تطوير التعاون الثنائي، خاصة فيما يخص تطورات ملف الأسلحة الكيماوية، وقضايا الطاقة، إلى جانب التحديات الإقليمية ذات الطابع الأمني والسياسي.
ويأتي هذا اللقاء في سياق تحرك دبلوماسي أوسع تشهده العاصمة النرويجية، حيث تسعى عدة أطراف إقليمية إلى إعادة فتح قنوات التواصل وإحياء مبادرات الوساطة المتوقفة، عبر المنتدى الذي يعقد سنوياً بمشاركة أكثر من 100 دبلوماسي ووسيط دولي.
وساطة في عالم متغير
ويُعقد منتدى “أوسلو للسلام” هذا العام تحت عنوان: “كل الأيدي على سطح السفينة: الوساطة في عالم متغير”، بمشاركة شخصيات دبلوماسية ووسطاء دوليين، حيث أكدت وزارة الخارجية النرويجية أن المنتدى “ينعقد في وقت يشهد حروباً كبرى، واستقطاباً متزايداً، وتحالفات جديدة، وتنافساً بين القوى العظمى”.
وأضافت أن المشاركين سيناقشون قضايا تتعلق بـوقف إطلاق النار، واستخدام القنوات غير الرسمية، وتعزيز جهود الوساطة، وحل النزاعات السياسية والأمنية.
وتشير تقارير إعلامية، أبرزها موقع ” أكسيوس”، إلى احتمال عقد اجتماع أميركي – إيراني غير مباشر حول البرنامج النووي الإيراني في أوسلو يوم الجمعة المقبل، وسط اهتمام دولي متزايد بهذا الملف وتأثيره على أمن المنطقة واستقرارها.