تضجّ مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا منذ ساعات بأنباء صادمة عن مقتل هند زهر الدين، أرملة العميد السابق في الحرس الجمهوري التابع للنظام السوري، عصام زهر الدين، الملقّب بـ”الفرعون”، على يد ابنها “يعرب”، إثر خلاف عائلي لم تتّضح ملابساته بعد.
ووفق مصادر محلية من محافظة السويداء، فإن التوتر كان يسود أجواء العائلة في الأيام الماضية، خاصة بعد انتشار صور ومقاطع فيديو وُصفت بـ”الفاضحة”، يُعتقد أنها تعود لأحد أفراد العائلة، ما تسبب بحالة من احتقان داخلي تصاعدت حتى وقعت الجريمة.
وفيما تداول البعض رواية الخلاف العائلي كدافع مباشر، لم تستبعد مصادر أخرى وجود خلفيات أوسع، خصوصًا أن الحادثة تأتي بعد أيام فقط من إقدام مجهولين على إحراق ضريح عصام زهر الدين في السويداء، وهو ما أثار تساؤلات واسعة نظرًا للرمزية التي يحملها الضريح لدى مؤيدي النظام.
يُذكر أن عصام زهر الدين، المولود عام 1961 في السويداء، كان من أبرز ضباط الحرس الجمهوري وبرز خلال الحرب السورية، لا سيما في معارك حمص ودير الزور. عُرف بأسلوبه العنيف وتصريحاته المثيرة للجدل، التي أكسبته شعبية واسعة في أوساط الموالين، وعداوات كثيرة بين معارضيه.
وقد أُعلن عن مقتله في عام 2017 نتيجة انفجار لغم في دير الزور، لكن تقارير عديدة رجّحت حينها أنه تعرّض للتصفية من داخل النظام، ضمن حملة “تنظيف” شملت ضباطاً بارزين مطّلعين على تفاصيل دقيقة من الحرب السورية.
وتُعيد الأحداث الأخيرة، من حرق الضريح إلى مقتل زوجته على يد ابنهما، تسليط الضوء على مصير العائلة، وتطرح علامات استفهام جديدة حول خلفيات ما يحدث، في ظلّ صمت رسمي وتكتم إعلامي داخل مناطق سيطرة النظام. التحقيقات، إن وُجدت، لم يُعلن عنها حتى الآن، ما يعمّق الغموض حول الجريمة وما إذا كانت محض خلاف شخصي، أم أن خلفها أبعادًا أمنية أكثر تعقيداً.