هلع وقلق من زيارة بايدن للمنطقة

news-140722-israel

تكاد وكالات الأنباء لا تستريح نصف ساعة بين خبر وخبر في الأيام الأخيرة، في نقل تصاريح وبيانات من الجانب الإيراني تصبّ كلها في خانة زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن الى المنطقة بدءاً من إسرائيل وانتقالاً الى المملكة العربية السعودية.

ففي جردة سريعة للمواقف والبيانات الصادرة عن السلطات الإيرانية ودخول روسيا على خط بعض منها، نستطيع استخلاص مدى التوتر والقلق والتوجس في هذا السياق من الجانب الإيراني، الذي يُصدر بيانات وتصاريح متتابعة في اليوم الواحد مرات عديدة نقلاً عن مصادر حكومية وإخبارية إيرانية عدة، نستعرض بعضها بين الأمس واليوم :

1 – الخارجية الإيرانية تصدر بياناً حول أن أية محاولات لزعزعة أمن المنطقة ستؤثر على دولها كافة، ما يعني تهديد واضح من طهران موجه ضد إسرائيل والدول العربية والخليجية والرئيس بايدن، إن هم توصلوا الى صيغة ما تهدد ايران.
ومن خلال هذا البيان، تلعب إيران ورقة الإستقرار الإقليمي للضغط على العرب أولا لحملهم على رفض أي استراتيجية مواجهة ضد ايران.

2 – الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يعلن شخصياً أن إيران أبلغت الأميركيين مراراً ” أننا سنرد بحزم على أدنى تحرك يطال وحدة الأراضي الإيرانية”، فتدخل رئيس الجمهورية الإيران في حملة التهديد والوعيد بحد ذاته ينمّ عن مدى الجو المتوتر الذي يسود القيادة الإيرانية حالياً، وهي رسالة أيضاً الى القوى الإقليمية وأميركا من مغبة أي مخطط لضرب مواقع ايران النووية أو ضرب لميليشياتها المنتشرة في المنطقة.

3 – بعد البيانات المتوترة والمهدّدة تعود وزارة الخارجية الإيرانية لتصدر بياناً على لسان المتحدث بإسمها فحواه أن جولات المحادثات مع السعودية واعدة، غمزاً بشكل مباشر من قناة المملكة العربية السعودية بتحميلها مسبقاً مسؤولية فشل المباحثات الثنائية، إن هي انضمت الى أي تحالف معادٍ لطهران، فتكون بذلك المملكة قد أحبطت إيجابيات التفاوض الثنائي، علماً بأن طهران وحدها تنفرد منذ مدة في إشاعة أجواء تفاؤلية حول المباحثات الثنائية السعودية – الإيرانية، فيما لم يصدر من الجانب السعودي ما يؤكد الإيجابيات أو أي تقدم توحي به طهران .

4 – الرئيس الإيراني رئيسي يعود الى المنصة ليعلن اليوم أن جولة بايدن لن تجلب الأمن لإسرائيل، فمجدداً نجد أن طهران تعبّر عن حال القلق والهلع من أحد أعلى مراجعها في الجمهورية، مركزة هذه المرة على إسرائيل وأميركا، لأن طهران تتوجّس من حرب إسرائيلية – أميركية ضدها، أو من حملة عسكرية تدعمها واشنطن ضد إيران ومنشآتها النووية.

5 – بعد ذلك يصدر بيان جديد عن وزارة الخارجية الإيرانية موجه للمملكة العربية السعودية كمن يلتف حول أي موقف سعودي منخرط في محور عداء لإيران، وقد ورد في البيان ما حرفيته: ” إيران والسعودية تملكان إرادة سياسية في المفاوضات ونأمل أن تشهد تقدماً خلال الجولة المقبلة …”، بيان يحمل في طياته معنى المناورة إذ ليس هناك تحديد لجولة مقبلة، وطهران من خلال هذا البيان تحاول مجدداً الضغط على الرياض وكأنها تخيّرها بين استمرار التواصل أو الحرب اذا انخرطت السعودية في الحلف الإقليمي المزمع تشكيله.

طهران تسعى أيضاً من خلال هذه المواقف، الى استباق أي موقف سعودي مؤيد للحلف بتذكيرها بالمفاوضات الثنائية.

6 – يعود الرئيس الإيراني رئيسي الى الواجهة مرة جديدة بتصريح يقول فيه إن “طهران لن تتراجع عن موقفها في مفاوضات الإتفاق النووي”، في رسالة شديدة ضاغطة على الأميركيين تحاول من خلالها طهران إظهار نفسها متماسكة وقوية وغير متراجعة عن ثوابتها التفاوضية، وبما يدل أيضاً وأيضاً على مدى التوتر الإيراني والغضب من زيارة بايدن، ومن القمة الخليجية الأميركية المقبلة، علماً بأن موقف طهران من المفاوضات الأخيرة تجلى في طلب رفع الحرس الثوري عن لائحة الإرهاب وضمان إدارة بايدن عدم إقدام الولايات المتحدة، في حال انتقال السلطة الى جمهوريين، على نقض أي اتفاق نووي، وهما شرطان غير قابلان للتطبيق من الجانب الأميركي.

على الجانب الروسي، يبدو أن الكرملين بدوره دخل في لعبة الرسائل في الساعات الأخيرة، فبالأمس وقبل ساعات من وصول الرئيس بايدن الى إسرائيل أصدر الكرملين بياناً ذا شقين :

أ – روسيا لن تشتري من ايران طائرات من دون طيار، في كلام يبدو أنه موجه الى الخليجيين بأن روسيا لا تريد إبرام اتفاقات عسكرية مع إيران، بما يعني تعاون عسكري بين البلدين على حساب المنطقة ودول الخليج.

ب – روسيا تثمن كثيراً التعاون مع السعودية في إطار عمل أوبيك بلاس، ما يعني رسالة روسية مباشرة للقيادة السعودية بأن موسكو تريد استمرار التعاون مع الرياض في أوبيك بلاس ، وبالتالي عليكم أيها السعوديون أن لا تنسوا مصلحتكم معنا.

وبين حال هلع وقلق وحال توجّس وترقّب، تعلن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية توقّع حدوث تصعيد أمني خلال زيارة بايدن، في الوقت الذي تتحدى فيه مدمًرة أميركية إدعاءات الصين في بحر الصين الجنوبي.

ذروة الحراك والغليان و التوتر الدوليين في المنطقة …

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: