أشار قائد قوات سوريا الديموقراطية، مظلوم عبدي، لصحيفة “وول ستريت جورنال” في مقابلة حصلت معه، إلى أن “الوجود الأميركي مهم جداً للاستقرار والأمن وحماية شعبنا”، محذراً أن “الهجمات التي يشنها المتمردون المدعومون من تركيا تقوض قدرتها على قمع المتشددين”.
أضاف قائد القوات التي يقودها الأكراد لـ”وول ستريت جورنال” “نرغب في إرسال وفد إلى دمشق لمناقشة موقعنا في سوريا الجديدة”، و”نطلب مساعدة واشنطن لإدراج الإدارة الذاتية في العملية السياسية بسوريا”.
وأكد قائد سوريا الديموقراطية للصحيفة “إدارتنا السياسية يجب أن تكون ممثلة في الحكومة الجديدة بسوريا.. وقواتنا يجب أن تكون جزءا من القوات المسلحة للبلاد، لأن ما نسعى إليه هو إدارة لا مركزية في سوريا، ونحن لسنا بحاجة إلى سلطة مركزية لحكم البلاد بأكملها”.
وأشار عبدي إلى أن حقوق الأقليات السورية يجب أن تكون مكرسة في الدستور السوري.
وحذر الحليف الرئيسي لواشنطن في سوريا من أن الفراغ في السلطة في البلاد يؤدي إلى هجمات على الجماعة من قبل المتمردين المدعومين من تركيا، ما يجبرها على وقف حملتها التي استمرت لسنوات ضد تنظيم “داعش”. وقال: “آمل أن تمارس الولايات المتحدة ضغوطا سياسية كافية من أجل وقف هذه الهجمات ضد منطقتنا. حتى الآن لم يكن ذلك كافياً”.
وقال عبدي إن الهجمات ضدها أجبرت قوات سوريا الديموقراطية على وقف العمليات لمواجهة تنظيم داعش ونقل بعض سجنائها إلى مناطق أكثر استقرارًا، بما في ذلك من مدينة منبج، حيث كان القتال أكثر كثافة، جنوب شرق الرقة.
أضاف أن المتمردين أجبروا قوات سوريا الديموقراطية على الخروج من مدينة منبج الشمالية ويهاجمون مدينة كوباني ذات الأغلبية الكردية، والتي تقع على الحدود الشمالية مع تركيا، وكذلك سد تشرين على نهر الفرات.
وتابع عبدي أن قواته واجهت ضربات مستمرة بطائرات من دون طيار ومدفعية هناك، الأسبوع الجاري، رغم وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة.
ودعمت واشنطن وأنقرة، العضوان في حلف شمال الأطلسي، المعارضة السورية خلال الحرب التي استمرت 13 عاما، لكن مصالحهما تضاربت بشكل ملحوظ عندما تعلق الأمر بقوات سوريا الديموقراطية التي يقودها الأكراد، وهي أحد فصائل المعارضة.
وقوات سوريا الديموقراطية هي المكون الرئيسي في تحالف تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش المتشدد. وتقود هذه القوات وحدات حماية الشعب التي تعتبرها أنقرة امتداداً لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يقاتل الدولة التركية منذ 40 عاما.
وانتزعت قوات مدعومة من تركيا في وقت سابق هذا الأسبوع السيطرة على مدينة منبج شمال سوريا من قوات سوريا الديموقراطية، المدعومة من الولايات المتحدة، والتي انسحبت بعد ذلك إلى شرقي نهر الفرات. وقال مصدر في المعارضة السورية إن الولايات المتحدة وتركيا توصلتا إلى اتفاق بشأن الانسحاب.
وانسحب بعض مقاتلي قوات سوريا الديموقراطية أيضاً من تل رفعت وأجزاء من حلب الواقعة غرباً في الأيام الأولى من الهجوم الخاطف الذي اجتاح البلاد جنوباً.
كما استهدفت تركيا وحدات حماية الشعب بشكل مباشر في الأيام القليلة الماضية، إذ دمر جهاز المخابرات التركي 12 شاحنة محملة بالصواريخ والأسلحة الثقيلة في شمال شرق سوريا.
وحذرت الإدارة الذاتية الكردية لشمال وشرق سوريا، الجمعة، أن تؤدي الهجمات التي تشنها الفصائل السورية الموالية لتركيا على المناطق الخاضعة لسيطرتها إلى وصول عناصر تنظيم داعش إلى السجون التي تحتضن قادة التنظيم ومسلحيه في مناطق الإدارة الذاتية.