افادت قناة "mtv" بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقد لقاء غير رسمي مع الصحافيين، قبل ساعات من وصوله إلى آسيا، استمر نحو 14 دقيقة على متن طائرة الرئاسة Air Force One، كاشفًا عن أجندة مزدحمة تشمل ملفات الصين والتجارة، العقوبات على روسيا، التوتر مع كندا، ومستقبل المفاوضات النووية مع كوريا الشمالية.
أظهر حديث ترامب بوضوح أنّ الولايات المتحدة تدخل المرحلة المقبلة بثقة سياسية واقتصادية عالية ترتكز إلى الرسوم الجمركية كأداة نفوذ وقوة وطنية.
وأكد أن لقاءه المرتقب مع الرئيس الصيني شي جينبينغ سيُعالج ملفات متعددة، تبدأ من حقوق المزارعين الأميركيين وصولًا إلى الصفقات التجارية السابقة، ملوّحًا بإمكان فرض الضريبة الجمركية بنسبة 100في المئة إذا لزم الأمر.
وقال ترامب بوضوح: "الصين ستقدّم تنازلات… وربما نحن أيضًا، لكننا في موقع قوة".
وفيما حذّر من احتمال تصعيد في ملف تايوان، رفض الخوض في تغيير السياسة الأميركية، تجنبًا لـ"تعقيد" رحلته، مشددًا في الوقت نفسه على حرصه على إبقاء النمو الصيني بعيدًا عن أي مغامرة عسكرية.
واعتبر ترامب أن حزمة العقوبات الأخيرة على موسكو ستكون "قاسية جدًا"، وأنها جزء من الضغط لإجبار روسيا على تغيير سلوكها في أوكرانيا، مشيرًا إلى أنّ الحرب لا تزال تخلّف آلاف القتلى أسبوعيًا.
ترامب دعا الصين للانضمام إلى الجهود الدولية، كاشفًا عن نقاش محتمل مع شي حول ذلك الملف الحسّاس قائلاً: "أود أن تساعد الصين في موضوع روسيا… سيكون ذلك مهمًا".
وفي مفاجأة إعلامية، أعلن ترامب استعدادَه للقاء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون خلال وجوده في المنطقة، قائلاً: "إذا أراد التواصل، فأنا مستعد مئة بالمئة".
كما أقرّ الرئيس الأميركي علنًا بأنّ بيونغ يانغ "قوة نووية من نوع ما"، في خطوة تعكس واقعية إدارة ترامب تجاه تطور القدرات العسكرية لكوريا الشمالية.
من جهة أخرى، اتهم ترامب أوتاوا بـ"الكذب" وفبركة إعلان عن الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان لتبرير موقفها ضد الرسوم الجمركية، قائلاً: "كندا كانت تستفيد من الولايات المتحدة وتُخرج الأموال… الآن نحن نستعيد ما خسرناه".
ترامب استبعد عقد أي لقاء مع رئيس الوزراء كارني، قائلاً إن الوضع القائم يصبّ في مصلحة واشنطن ولا حاجة لتغيير الصيغة الراهنة.
كما أشاد ترامب بنظيرته اليابانية الجديدة، مؤكدًا أن علاقتهما ستستمر على خط الصداقة التي جمعته بالراحل شينزو آبي. كما رحّب بخطوة طوكيو شراء شاحنات Ford F-150 الأميركية: "اختيار ممتاز… إنها شاحنات رائجة".
وفي ملف أميركا اللاتينية، شدد ترامب على أنّ إدارته أوقفت تمامًا تدفق المخدرات بحرًا، وأن المرحلة المقبلة ستشهد إجراءات مشابهة على الحدود البرية مع فنزويلا, وقال: "لن نسمح للمجرمين بالدخول… لقد أوقفنا الهجرة غير الشرعية من السجون والمصحات".
وأعلن ترامب عن تقديره لتدخل ماليزيا في حل التوتر الأخير بين كامبوديا وتايلاند، وهو ما دفعه لإضافة كوالالمبور إلى جدول الزيارة تقديرًا لدورها في منع حرب إقليمية.
وأعلن عن أن رجل أعمال أميركي موالٍ له تبرع بمبلغ 130 مليون دولار لتأمين رواتب العسكريين خلال إغلاق الحكومة: "رجل وطني عظيم… فضّل عدم ذكر اسمه".
وحمل الديمقراطيين مسؤولية إطالة أزمة الإغلاق، معتبرًا أنهم: Lost souls أي أرواح تائهة. كما جدد رفضه لاقتراحهم بتمويل الرعاية الصحية والمساعدات للمهاجرين غير الشرعيين.
وافتخر ترامب بأن الولايات المتحدة تتقدم عالميًا في مجال الـAI، مشيرًا إلى استثمارات غير مسبوقة وصفها بأنها قد تصل إلى 21 تريليون دولار قريبًا، معتبرًا الرسوم الجمركية العنصر الأساسي في تعزيز قوة الاقتصاد والأمن الوطني.
حديث ترامب من على متن الطائرة الرئاسية رسم ملامح مرحلة هجومية في السياسة الخارجية، تتقاطع فيها الرسوم الجمركية مع الملفات الأمنية، وتُستخدم فيها القوة الاقتصادية وسيلة ضغط دولية.
الجولة الآسيوية ستكون اختبارًا مهمًا لقدرة واشنطن على ضبط سلوك الصين، احتواء روسيا، منع انفجار الملف الكوري الشمالي ومواصلة التحرّك في أميركا اللاتينية.
وفي كل ذلك، يكرر ترامب رسالته المفضّلة: "أميركا أولاً… والرسوم تجعلنا أقوى".