قبل التعاقد مع كيليان مبابي، كانت جماهير ريال مدريد الإسباني تستعدّ لمشاهدة ثنائية رائعة تجمعه مع البرازيلي فينيسيوس جونيور في هجوم الفريق الملكي، من شأنها أن تدمّر كل الفرق التي سيواجهها الـ”ميرنغي”، سواء في مسابقة الدوري الإسباني لكرة القدم أم في دوري أبطال أوروبا. ولكن الانسجام المطلوب لم يظهر بعد تخطّي منتصف الموسم، ولا زال الوضع على حاله حتى الآن.
القضية مصدر قلق لأنشيلوتي
القضية أصبحت مصدر قلق بالنسبة إلى المدرب كارلو أنشيلوتي ونادي ريال مدريد، فالحجة التكتيكية التي يجب على المدرب الإيطالي حلّها من أجل إيجاد مكان لجميع نجوم الفريق في التشكيلة الأساسية يبدو أنها تؤثر على أداء فينيسيوس، الذي بدأ يشعر بالإحباط من وضعه الحالي.
في دربي مدريد الأخير ضد أتلتيكو، اضطر البرازيلي إلى اللعب في المركز “9” في الشوط الأول، وهو مركز لا يناسبه، كما لا يناسب مبابي أيضاً، إذ يلعب الثنائي في مركز الجناح الأيسر، واضطر أنشيلوتي إلى تغيير مركز البرازيلي في الشوط الثاني، ووضعه في الجناح لإعادة ترتيب الأمور والتمكّن من العودة في المباراة.
بدوره، بدأ فينيسيوس يشعر بالضيق بسبب تفضيل أنشيلوتي لمبابي في اللعب كجناح، وهو أسلوب تكتيكيّ يمنعه من التألّق في هذا الموسم؛ ففي الشوط الأول بالدربي، لم يلمس فينيسيوس الكرة تقريباً، وكان يكافح للبحث عن مساحات بين مدافعي أتلتيكو من دون أن ينجح في خلق أيّ فرصة خطيرة، وأصبحت إحباطاته واضحة في الملعب، إذ وقع في بعض المناقشات الحادّة مع زملائه، وكلّ هذا من أجل أن يلعب مبابي في الجناح الأيسر.
وعلى الرغم من هذه المشاكل، نجح ريال مدريد في تعديل النتيجة أمام أتلتيكو، وكان لفينيسيوس دور حاسم في النهاية، وقد أظهر قدرته على تغيير مجرى المباريات. لكن تأثيره مع ذلك كان محدوداً بسبب المشاكل التكتيكية التي يواجهها الفريق بسبب عدم استغلال مركزه الأصلي. ففي الشوط الأول، لم ينجح ريال مدريد في فتح المساحات، كما أنّ فينيسيوس لم يتمكّن من بناء أيّ هجمة خطيرة، في حين أنّ مبابي لم ينجح في اللعب في الجناح الأيسر.
في الشوط الثاني، تغيّرت الأمور بعد أن قرّر أنشيلوتي تغيير مراكز اللاعبين، حيث دفع بمبابي كمهاجم، وأعاد فينيسيوس إلى الجناح الأيسر، مما سمح للفريق بتجاوز أتلتيكو.
علاقة معقّدة
يبدو أنّ العلاقة بين فينيسيوس ومبابي هذا الموسم ستكون معقّدة، وقد تكون ضارة لاهتمامات الفريق، بل قد تؤثر على مستقبل البرازيلي. فالبرازيلي يواصل إثبات أنه من أفضل اللاعبين في العالم في مركزه الطبيعي، كما ظهر في خلقه لسبع فرص واضحة للتسجيل في الدربي، بعضها تمّ إنقاذها من قبل الحارس أوبلاك.
مع اقتراب المباراة المهمة ضد مانشستر سيتي، يواجه أنشيلوتي معضلة تكتيكية بشأن كيفية إدارة التشكيلة الأساسية؛ فمن المحتمل أن يقرّر اللعب بنظام مزدوج الهجوم ليمنح فينيسيوس ومبابي المساحات اللازمة. وفي هذه الحالة، قد يكون رودريغو هو الضحية، رغم تألقه هذا الموسم. هذا المأزق يبرز الصعوبات التكتيكية التي لم يتمكّن أنشيلوتي من حلّها بشكل جيّد، مما قد يهدّد مستقبله في تدريب الفريق.
أما في ما يتعلّق بمستقبل فينيسيوس، فإنّ وضعه يبدو أكثر غموضاً؛ فاللاعب، الذي رفض عرض التجديد الأول للملكي منذ أيام قليلة، لديه الآن عرض تاريخي من السعودية ليصبح اللاعب الأعلى أجراً في العالم.
قرار المدرب الإيطالي ونهاية الموسم قد يحددان ما إذا كان فينيسيوس سيستمر في ريال مدريد أو ما إذا كان سيقرّر مغادرته. وفي جميع الأحوال، قد يواجه النادي الأبيض مشكلة كبيرة إذا لم يتم حل الوضع في الوقت المناسب.
