اختتمت البطولة الافتتاحية الموسعة لكأس العالم للأندية لكرة القدم أمس الأحد بالعديد من الدروس المستفادة للاتحاد الدولي للعبة – الفيفا، إذ إن البطولة التي أقيمت في الولايات المتحدة وتوج تشيلسي بلقبها كانت بمثابة اختبار لكأس العالم 2026.
وسيشارك 48 منتخباً في كأس العالم العام المقبل في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، وهو رقم قياسي، إذ ستشهد البطولة التي تقام كل أربع سنوات 104 مباريات مقابل 64 مباراة فقط في آخر مرة أقيمت فيها البطولة في قطر عام 2022.
واستباقاً لذلك، قرر الفيفا توسيع بطولة كأس العالم للأندية هذا العام لتشمل أكثر من أربعة أضعاف حجمها الأصلي بمشاركة 32 فريقاً، في شكل يضاهي ما يمكن أن يتوقعه المشجعون العام المقبل.
وقال آلان روثنبرغ الرئيس السابق للاتحاد الأميركي لكرة القدم والذي كان مسؤولاً عن الإشراف على أخر بطولات كأس العالم في الولايات المتحدة عام 1994 “إنها تجربة للفيفا.
أضاف: “كانت هناك بعض الأخطاء والمشاكل في البداية، لكن يُفترض أنهم تعلموا الآن درساً في كيفية تنظيم بطولة في مدن متعددة في بلدنا الشاسع هذا. لذلك أعتقد أن هذا سيجعل الأمور أكثر سلاسة من الآن حتى 2026، لأنهم اكتسبوا الآن الخبرة”.
في السياق، واجه المنظمون انتقادات من اللاعبين والجماهير والمدربين بسبب مجموعة من المشاكل بداية من ظروف الملعب وحتى جدول المباريات ودرجات الحرارة، إذ أقيمت بعض المباريات أمام مدرجات ممتلئة والبعض الآخر أمام جماهير قليلة في درجة حرارة تصل إلى 85 درجة فهرنهايت (29 درجة مئوية) وأعلى.
في حين قال الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين إن الحرارة على وجه الخصوص يجب أن “تكون بمثابة جرس إنذار”، مع ضغط المنظمين لإقامة مباريات في وقت مبكر من اليوم لاستيعاب الحجم الاستثنائي للبطولة.
كما وصف إنزو فرنانديز لاعب وسط تشيلسي درجات الحرارة بأنها “خطيرة للغاية” للعب فيها.
وقال جياني إنفانتينو رئيس الفيفا للصحافيين قبل المباراة النهائية “كل انتقاد نتلقاه هو مصدر لنا للدراسة والتحليل ومعرفة ما يمكننا القيام به بشكل أفضل. بالطبع، الحرارة مشكلة حقيقية. إنها مشكلة في جميع أنحاء العالم”.
إنفانتينو أوضح أن كأس العالم 2026 ستستخدم ملاعب مسقوفة يمكن التحكم فيها بدرجات الحرارة لإقامة المزيد من المباريات أثناء النهار. من بين 16 ملعباً في كأس العالم تملك ملاعب أتلانتا ودالاس وهيوستن وفانكوفر سقوفاً.
رئيس الفيفا أضاف: “علينا أن ننظر في ما يمكننا تحسينه. أدخلنا فترات راحة للتبريد. من المهم للغاية بالطبع رش الملعب بالماء. يمكننا أن نرى كيف يمكننا تحسين أدائنا في أمريكا وكندا العام المقبل، في فانكوفر”.
وقال روثنبرغ الذي يستكشف كتابه المقبل “الارتداد الكبير” شعبية كرة القدم في الولايات المتحدة “: “لا أعتقد أنهم أقاموا كأس العالم للأندية كتجربة ولكنها تحولت إلى تجربة رائعة للفيفا في المستقبل”، لافتاً إلى أن الفيفا يملك سيطرة تشغيلية أكبر على بطولة 2026 مقارنة بالنسخ السابقة.