توفي مدرب حراس مرمى نادي "الرباط والأنوار البورسعيدي" في مصر، في المكان نفسه الذي توفي فيه نجله قبل نحو أربع سنوات، في حادثة مؤثرة هزّت الأوساط الرياضية في محافظة بورسعيد.
وأُصيب الكابتن "محمد أمين"، مدرب حراس المرمى بالنادي الذي ينافس في الدوري الممتاز، بأزمة قلبية أثناء وجوده في الموقع ذاته الذي فقد فيه نجله "أحمد أمين"، حارس مرمى الفريق الأول، بعد زيارته قبر ابنه الراحل.
وقال أحمد حسين، عضو الجهاز الفني للنادي، إن الراحل كان يعيش حالة نفسية صعبة منذ وفاة ابنه، مضيفاً: "زار قبر نجله يوم الأحد، وأثناء جلوسه أمام القبر تدهورت حالته الصحية، فنُقل إلى المنزل، لكنه أصرّ على التوجّه إلى الملعب. وبعد فترة قصيرة تدهورت حالته مجدداً، فنُقل إلى المستشفى، إلا أنه فارق الحياة حزناً على ابنه".
وأوضح حسين أن العلاقة التي جمعت الأب والابن كانت استثنائية، إذ كانا قريبين جداً من بعضهما، مشيراً إلى أن محمد أمين كان يعتبر نفسه "قد مات يوم رحيل أحمد"، وأن استمراره في التدريب كان بدافع الوفاء لذكرى ابنه وحبّه لكرة القدم.
من جهته، قال "طارق هاشم"، عضو مجلس إدارة النادي المصري البورسعيدي السابق، إن وفاة الكابتن أمين أثناء التدريب بعد تعرضه لوعكة صحية مفاجئة "تعكس إخلاصه للعبة حتى اللحظة الأخيرة من حياته"، معرباً عن أسفه لفشل محاولات إنقاذه داخل المستشفى.
وأشار هاشم إلى أن الابن "أحمد أمين" كان قد توفي في المكان نفسه خلال التدريب قبل أربع سنوات، مضيفاً: "رحل الأب في الموضع ذاته الذي شهد وفاة ابنه، وكأن القدر جمعهما من جديد".
كما قال "علي أبو السيد"، أحد أقارب الراحل، إن محمد أمين كان يزور قبر ابنه يومياً في الأسابيع الأخيرة، وكان شديد التأثر في يوم وفاته، لافتاً إلى أنه كتب عبر صفحته على "فيسبوك" قبل ساعات من رحيله: "من عند حبيبي بروح كل يوم أدعيله.. إدعي لي يا أحمد زي ما كنت بتدعيلي إن ربنا يكرمني".
أضاف: "كتب أيضاً رسالة أخرى قال فيها: يا حرقة قلبي عليك يا أحمد، أنا محتاجك أوي يا ابني، ودخل بعدها في نوبة بكاء انتهت بأزمة قلبية أدت إلى وفاته".
ودُفن الكابتن "محمد أمين" بناءً على وصيته إلى جوار نجله في "مقابر العائلة ببورسعيد"، فيما يستعد النادي لإقامة عزاء تكريمي له مساء الاثنين بمقر النادي، تخليداً لمسيرته وإخلاصه لكرة القدم.