حذّر خبراء في الصحة العامة من سلالة جديدة من الإنفلونزا بدأت تفرض نفسها بقوة في عدد من مناطق العالم، وسط مؤشرات متزايدة على شدتها وخطورتها مقارنة بالمواسم السابقة، ما ينذر بموسم إنفلونزا "استثنائي الصعوبة" على حد تعبير مختصين.
وفي مقابلة مع شبكة Fox News، كشف الدكتور نيل مانيار، أستاذ ممارسة الصحة العامة في جامعة نورث إيسترن، عن معطيات مقلقة تتعلق بالسلالة الجديدة في مراحلها المبكرة، مؤكداً أنها تُظهر سلوكاً أكثر شراسة من سلالات الإنفلونزا المعهودة.
وقال مانيار إن "المؤشرات المتوفرة حتى الآن تُظهر بوضوح أننا أمام سلالة شرسة وشديدة الخطورة"، موضحاً أنها "تسببت بالفعل في حالات مرضية خطيرة في بعض المناطق التي انتشرت فيها".
أضاف: "نحن نشهد موسماً قاسياً للإنفلونزا، وهذه السلالة تقف في صلب هذا التصاعد الحاد".
وتكمن خطورة السلالة الجديدة في أن أعراضها التقليدية تبدو أكثر حدّة، حيث يعاني المصابون من ارتفاع كبير في درجات الحرارة، وقشعريرة قوية، وصداع مستمر، وإرهاق شديد، إضافة إلى السعال والتهاب الحلق وسيلان الأنف.
بحسب مانيار، فإن هذه الأعراض لا تظهر فقط بصورة أكثر عنفاً، بل تدوم لفترة أطول لدى بعض المرضى، ما يزيد من الضغط على الأنظمة الصحية.
اللافت، وفقاً للخبير الأميركي، أن لقاحات الإنفلونزا المتوفرة لهذا العام لا تستهدف هذه السلالة تحديداً. وأوضح قائلاً: "اللقاح يبقى أداة أساسية ومهمة، لكن عدم توافقه الكامل مع هذه السلالة قد يفسر جزئياً شدة الحالات التي نراها حالياً".
وأضاف أن "هذا العامل، إلى جانب ضعف المناعة الطبيعية لدى السكان، قد يسهم في تسارع انتشار الفيروس وارتفاع أعداد الإصابات الخطرة".
وأشار مانيار إلى أن "السلالة الفرعية المعروفة باسم كيه تختلف بشكل واضح عن السلالات السابقة، ما يعني أن المناعة المكتسبة من إصابات سابقة أو من لقاحات سنوات ماضية ستكون محدودة للغاية".
وهذا، بحسب قوله "يرفع مستوى القلق من موسم إنفلونزا صعب، سواء من حيث العدد الإجمالي للحالات أو من حيث شدتها وتعقيداتها الصحية".
وفي ظل هذه التطورات، شدد الطبيب على "أهمية الإجراءات الوقائية البسيطة لكنها الفعالة، داعياً إلى غسل اليدين بانتظام وبالطريقة الصحيحة، والالتزام بآداب السعال والعطاس، وتجنب الاختلاط عند الشعور بأي أعراض مرضية". كما أكد أن "البقاء في المنزل عند الشعور بالتوعك ليس خياراً شخصياً فحسب، بل مسؤولية جماعية لحماية الآخرين".
ومع استمرار ترقب تطور هذا الموسم، يتفق الخبراء على أن الوعي المبكر، والالتزام بالإرشادات الصحية، ومراقبة الأعراض بعناية، تبقى خط الدفاع الأول في مواجهة سلالة إنفلونزا يبدو أنها ستختبر جاهزية المجتمعات والأنظمة الصحية على حد سواء.