تستعد السماء مساء الخميس 4 كانون الأول لاستقبال آخر قمر عملاق لعام 2025، المعروف باسم "القمر البارد"، في حدث فلكي يجمع بين الدقة العلمية والمشهدية الأخّاذة. ويتميّز هذا القمر بحجمه الظاهر الأكبر وسطوعه القوي، نتيجة اقترابه من أقرب نقطة إلى الأرض ضمن مداره، ما يجعله يبدو بنحو 10% أكبر من الأقمار الكاملة المعتادة.
ويظهر القمر هذه الليلة بارتفاع ملحوظ في السماء الشتوية، لكن اللحظة الأكثر تميّزاً ستكون عند صعوده فوق الأفق، حيث يبدو أكبر وأكثر وضوحاً بفضل تأثير بصري يُعرف بـ"الوهم القمري"، الناتج عن مقارنته بأجسام مألوفة كالأشجار والمنازل والجبال.
تسمية "القمر البارد" تعود إلى تقاليد أميركية تربط أسماء الأقمار الكاملة بالفصول، إذ يعكس الاسم برودة الطقس في هذا الوقت من السنة في نصف الكرة الشمالي. ويُعد هذا القمر آخر الأقمار الكاملة لعام 2025، على أن يظهر “قمر الذئب”—أول قمر مكتمل لعام 2026—في 3 كانون الثاني القادم.
ويشرح الفلكيون أن القمر يُظهر دائماً الوجه نفسه باتجاه الأرض بسبب ظاهرة الربط الدوراني–المداري التي تجعله يدور حول محوره بالتزامن مع دورانه حول الأرض، فيُرى الجانب الثابت فقط. كما أن سطوعه المرتفع وارتفاعه في السماء يتيحان لمراقبي السماء فرصة ممتازة لرصده وتأمل تفاصيله.
إن القمر البارد ليس مجرد ظاهرة فلكية، بل حدث بصري نادر يختتم به عشّاق السماء عام 2025 بمشهد يزاوج بين العلم والدهشة.