كيف غير الطب عام 2025 مستقبل الوقاية والعلاج؟

147

شهد عام 2025 تقدمًا بارزًا في مجال الطب، مؤكّدًا قدرة العلم على تقديم حلول مبتكرة لمشكلات صحية معقدة، من الوقاية المبكرة إلى العلاجات المخصصة التي تعيد الأمل للمرضى حول العالم.

تخفيف أعراض سن اليأس بدون هرمونات

تعاني أكثر من 80% من النساء حول العالم من هبات ساخنة شديدة خلال سن اليأس، وتعد خيارات العلاج محدودة، خصوصًا لمن لا يمكنهم استخدام العلاج الهرموني التقليدي. في هذا السياق، حصل عقاران جديدان على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية: لينكويت (Elinzanetant) وVeozah (Fezolinetant)، حيث يستهدفان الخلايا العصبية في منطقة تحت المهاد المسؤولة عن تنظيم حرارة الجسم.

بحسب الدراسات السريرية الأخيرة، أدت هذه الأدوية إلى انخفاض واضح في تواتر وحدة الهبات الساخنة، وهو ما يمنح النساء الراحة ويخفض الاعتماد على العلاج الهرموني.

علاج الحساسية الغذائية للأطفال بدون إبر

تعد الحساسية الغذائية الشديدة من المشكلات المهددة لحياة الأطفال، حيث يحتاج الأطفال في حالات الطوارئ إلى الإبينيفرين.

وقدمت شركة دوائية دواء Neffy على شكل بخاخ أنفي يمكن أن يمتص بسرعة في مجرى الدم، موفّرًا علاجًا فعالًا دون الحاجة للإبر.

والدواء مصرح به للأطفال من عمر أربع سنوات فما فوق، ويسهم في تقليل حالات دخول المستشفى الناجمة عن ردود الفعل التحسسية الشديدة.

الابتكارات في الطب التجديدي

شهدت الأبحاث في الطب التجديدي خطوات واعدة، أبرزها دراسة سمندل الأكزولوتل المعروف بقدرته على إعادة نمو الأطراف. حدد العلماء جينات وإنزيمات رئيسية يمكن أن تساعد مستقبلًا في تطوير علاجات لإعادة نمو الأعضاء البشرية.

كما تم تحقيق نجاحات مهمة في زراعة عضلات قلبية وأنسجة حالب وظيفية من الخلايا الجذعية، بالإضافة إلى تجارب ناجحة على رقع قلبية قابلة للزرع في القرود، ما يفتح آفاقًا جديدة للعلاج بعد الإصابة أو الفشل العضوي.

تحسين الفحص المبكر للأمراض المنقولة جنسيًا

أدوات الفحص المنزلي مثل Teal Wand وVisby أصبحت توفر إمكانية إجراء اختبارات دقيقة للأمراض المنقولة جنسيًا مثل فيروس الورم الحليمي البشري، السيلان، والكلاميديا، مع نتائج سريعة. وقد أشارت الدراسات إلى أن هذه الابتكارات تزيد من الاكتشاف المبكر وتحسّن النتائج الصحية، كما تقلل من انتشار العدوى بين الشباب والبالغين.

تحرير الجينات المخصص

حقق مستشفى الأطفال في فيلادلفيا خطوة مهمة باستخدام CRISPR-Cas9 لعلاج اضطراب استقلابي مهدد للحياة لدى رضيع.

ويمثل هذا التطور نموذجًا للطب الشخصي، حيث يمكن معالجة الأمراض الوراثية النادرة مريضًا واحدًا في كل مرة، ما يفتح الباب أمام مستقبل يمكن فيه تخصيص العلاجات الجينية بدقة غير مسبوقة.

الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)

أصبح عقار Yeztugo (Lenacapavir) القابل للحقن مرتين سنويًا وسيلة فعالة للوقاية شبه الكاملة من فيروس HIV، متجاوزًا عقبات زيارات المراكز الصحية المتكررة والوصمة المجتمعية، ما يمهد الطريق لتحسين برامج الوقاية العالمية.

اللقاحات وفوائد غير متوقعة

أظهرت الدراسات أن لقاحات الحزام الناري وكوفيد-19 يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية والخرف، كما تحسن استجابة بعض أنواع العلاج المناعي للسرطان، ما يعكس دورها في تعزيز الصحة العامة بطريقة شاملة تتجاوز الوقاية التقليدية من العدوى.

منع السرطان قبل حدوثه

حققت أبحاث مختبرية تقدمًا واعدًا في الوقاية من سرطان البنكرياس من خلال حجب بروتين FGFR2، ما يمنع الخلايا المبكرة من التحول إلى أورام خبيثة، ويتيح تطوير استراتيجيات وقائية للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة.

أطلس الجسم البشري

أكمل مشروع U.K. Biobank مسح أكثر من مليار قياس لأكثر من 100,000 متطوع، مكوّنًا قاعدة بيانات ضخمة لتتبع التغيرات البيولوجية عبر الزمن. هذه المعلومات تساعد في التنبؤ بالأمراض المزمنة والتخطيط للوقاية العلاجية وفق أسس علمية دقيقة.

مع استمرار هذه الابتكارات، يبدو المستقبل الطبي أكثر وعدًا من أي وقت مضى، حيث تتيح هذه الإنجازات للعلماء معالجة الأمراض بطريقة أذكى، أكثر أمانًا وفعالية، ما يفتح الباب لعصر جديد من الطب الشخصي والتجديدي والوقائي.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: