يَدرس الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري مع الدائرة المحيطة به، وبإشراف ومتابعة من والدته النائب السابق بهية الحريري، قرار المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة، من عدمها. والنقاش يدور حول إيجابيات المشاركة وسلبياتها، كما وأشكال المشاركة، إذا ما تمّت.
علماً ان النقاش تفعَّل أخيراً بعدما تبلغ الحريري بأن الرئيس سعد الحريري لن يشارك شخصياً في الاستحقاق الانتخابي المقبل، ولن يدعم أو يطلق لوائح لتيار المستقبل في كل المناطق. وسيكون له موقف "ضبابي" يُفهم منه عدم خوض الانتخابات، وذلك خلال مشاركته المفترضة في ذكرى استشهاد والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، في 14 شباط من العام المقبل.
من هنا، يدور النقاش حول شكل المشاركة في الانتخابات، لأن الجميع مُجْمع على أن غياب "تيار المستقبل" في انتخابات 2026، بعد غياب لدورة 2022 النيابية و2025 البلدية والإختيارية، يعني أن "التيار" أصبح خارج سياق الاحداث وخارج السياق السياسي الداخلي.
ولأن قرار المشاركة شبه محسوم، يبقى تحديد شكلها، لما فيها من إشكالية إقليمية، تتعلق بشخص الرئيس سعد الحريري ووضع إقامته حيث هو، كما وظروفه الشخصية والسياسية والمالية.
والنقاش يدور حول فكرتين على "التيار" اختيار إحداها، مع ثابتة وحيدة وهي ترشح النائبة السابقة بهية الحريري في صيدا.
الفكرة الاولى تقوم على تشكيل لوائح بإسم "تيار المستقبل"، منفردة ومن دون تحالفات، وإلا تحالف الضرورة في الدوائر حيث يقتضي الامر. والفكرة الثانية تقوم على دعم مرشحين ضمن تحالفات أوسع، من دون تصنيفهم بأنهم مرشحي "التيار".
وضمن الفكرة الاولى، يبقى قرار ترشح أحمد الحريري شخصياً وارداً، وإذا ما تمّ فإنه سيكون في دائرة بيروت الثانية، حيث مقعد الرئيس سعد الحريري، وقبله والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
وضمن الفكرة الثانية، فإن من سينجح من المرشحين المنفردين، فإنهم سيشكلون كتلة المستقبل باطنياً، أما ظاهرياً سيكونون كتل مناطقية، على غرار تجرية كتلة الاعتدال.
إذاً، القرار قد اتخذ تقريباً، ولكن يبقى على قيادة "المستقبل" دراسة خطواتها جيداً، لان كل أمر يحصل في لبنان، سيكون له ارتدادات عند الرئيس سعد الحريري، إيجاباً أم سلباً.