بعدما سارع في ٨ تشرين الثاني الى فتح جبهة الجنوب مدّعياً ان خطوته “نصرة لغزة” وفي إطار “وحدة الساحات”، ها هو “حزب الله” اليوم “يستجدي” “وحدة الهدن” عشية إرتفاع منسوب الحديث عن هدنة في غزة.
آخر المواقف المعبّرة عن ذلك ما جاء على لسان نائب الأمين العام لـ”الحزب” الشيخ نعيم قاسم عبر الـ LBCI مساء ٥/٣/٢٠٢٤ حين قال: “عندما تتوقّف الحرب في غزة ستتوقّف في لبنان (…) بس يصير في هدنة بغزة بصير عنّا هدنة وهوكشتاين يستطيع القول ما يريد ونحن نقول ما نريد”.
“ب لا زعل”، بعدما كان “الحزب” هو “المبادر” أضحى اليوم كمن “يستجدي” هدنة فيما قرار حصولها أو عدمه بيد الإسرائيلي عملياً لأنه هو من ينتهك بشكل متصاعد ما أسماه “الحزب” “قواعد الإشتباك” مقابل تلطي الأخير خلف “الصبر الإستراتيجي” وإدعاء إنتظار إرتكاب تل ابيب “الخطيئة الكبرى”.
وما نَسْفُ قاسم لموقف هوكشتاين الرافض للجزم بأن اي هدنة في غزة سيقابلها حتماً هدنة في لبنان سوى إنعكاس لأمرين:
1- تمنيات “الحزب” بالتوصل الى أي هدنة “تنزله عن الشجرة” خصوصاً انه يسعى منذ اليوم الاول الى عدم الدخول بحرب مع العدو الإسرائيلي بل الى مناوشات مضبوطة على إيقاع أجندة محوره ولكن “لا تجري الرياح كما تشتهي السفن” دوماً.
2- في حال فشل الهدنة، يكون “الحزب” ظهر أمام جمهوره بأنه قام بكل ما بوسعه لإبعاد “كأس الحرب الشاملة” إلا ان النوايا الإسرائيلية العدوانية حتمية ما يبرّر فتحه الجبهة ك “خطوة إستباقية”.