" لم يكن ينقص لبنان أزمة جديدة تضاف إلى أزماته المتعددة حتى أتى تقرير كل من EASA و ICAO ليصنف مطار رفيق الحريري الدولي على أنه ما دون المقبول، يحذر من خطر على سلامة المسافرين. ما حصل وصمة عار وفضيحة جديدة سببها الطبقة الحاكمة وسياساتها المتعاقبة في عدم تعيين موظفين مؤهلين ومن ذوي الخبرة وفي إدارة هذا المرفق الحيوي والأساسي، الذي يجب أن تكون إدارته مستقلة عن إدارة وإشراف الهيئة الناظمة لمديرية الطيران المدني، ومن الضروري أيضًا زيادة عدد المراقبين الجويين الذي يعتبر حاليًا غير كاف لاعتبارات طائفية.
فلماذا لم يتم اتخاذ خطوات وإجراءات تصحيحية وفق المعايير الدولية المتعلقة بهذا الشأن لتجنب الوقوع بما وقعنا به، علمًا أنه يتوجب على رئيس حكومة تصريف الأعمال أن يوضح للرأي العام ما هي الخطوات التي سيقوم بها بعد نشر التقرير وأين خطة حكومته الطارئة لحل هذا النوع من الأزمات التي تتعلق بالأمن الوطني والشخصي وتهدد حياة آلاف المواطنين؟ خصوصًا أنه وفي حال لم يتم تدارك الأمر قد نكون أمام كارثة جديدة لا تحمد عقباها ويصعب احتواء تداعياتها"، عبارة اوردها النائب فؤاد مخزومي عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، كانت كفيلة باعادة الانظار الى المطار، عقب موجة الانتقادات الكثيرة التي طالته في الاسابيع والاشهر الماضية نتيجة الكثير من الاخطاء والمخالفات التي كانت تجري على ارض المطار، وبرزت اكثر فاكثر مع ارتفاع نسبة الوافدين الى لبنان.
مصادر في المديرية العامة للطيران المدني، ومطار رفيق الحريري رفضت التعليق عبر LebTalks على هذا الموضوع مكتفيةً بالتأكيد على ما جاء في بيان المديرية، مشيرةً الى ان الزيارة التي قام بها فريق مشترك من منظمة الطيران المدني الدولي ICAO والوكالة الاوروبية لسلامة الطيران EASA الى مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت خلال الفترة ما بين ١٢ و ١٦ حزيران ٢٠٢٣ هي مهمة دعم منسقة ضمن برنامج "No country Left Behind” الذي تقوم بتقديمه منظمة الطيران المدني الدولي بالتنسيق مع منظمات اخرى الى جميع الدول المتعاقدة معها لدعم تلك الدول .
وبحسب البيان، فقد أشار تقرير الفريق المشترك إلى وجود نقص في عدد المراقبين الجويين العاملين في المطار، وهذه الظاهرة اصبحت تعاني منها معظم المطارات العالمية جراء جائحة كورونا التي ادت الى حصول نقص حاد ضمن جميع العاملين في قطاع الطيران ، علماً بان المديرية العامة للطيران المدني على تنسيق كامل مع منظمة الطيران المدني الدولي للبدء بتدريب المراقبين الجدد وتعويض النقص الحاصل تدريجيا في عدد المراقبين المجازين بعد بلوغ العديد منهم سن التقاعد، وذلك ضمن المواصفات والمعايير المعتمدة من قبل المنظمة،
وتابع البيان: إن جداول مناوبة المراقبين الجويين في مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت تتماشى مع حجم حركة الطائرات مع الحفاظ على تأمين معايير سلامة حركة الملاحة الجوية،وبالتالي فان ما تناولته بعض مواقع التواصل الاجتماعي عن وجود خطر يهدد سلامة الحركة الجوية المطار هو عار عن الصحة،
وشددت المديرية العامة للطيران المدني على حرصها على تطبيق أعلى معايير السلامة المعتمدة في المطارات العالمية، وذلك وفقاً لتوصيات منظمة الطيران المدني الدولي.
مصادر عبر LebTalks علقّت على ما جرى، معتبرةً أن حجم الفضيحة التي ضربت المطار في الآونة الاخيرة اكبر بكثير من ان يعبر عنها ببيان، داعيةً الى اجراءات فعلية وعملية على الارض تؤكد عكس ما تمت اشاعته.