“المارونية السياسية” نقيض “الشيعية السياسية” وعقدتها السرمدية

hhhhh

أطلت علينا صحيفة “الاخبار” في خانة “مقال رأي” بمقال للمدعو جورج حداد الخميس ١٢/٩/٢٠٢٤ بعنوان “المارونية السياسية والدولة اليهودية” يندرج في إطار الحملة المستدامة على “المارونية السياسية” التي تعرّي “الشيعية السياسية” وتظهر فشلها في صناعة الإزدهار وبناء المؤسسات أو الحفاظ عليها. إنها حملة تنشط في هذا التوقيت بإدارة “مطبخ” “الثنائي” من أجل حرف الأنظار عن الجريمة الشنيعة التي ترتكبها “الشيعية السياسية” بحق لبنان الوطن والشعب بعدما خطفت الدولة وقرارها٠

مقارنة بسيطة بينهما تظهر أن “الشيعية السياسية” على نقيض “المارونية السياسية”، فهي ضربٌ لأي مقومات لبناء دولة وطمسُ أي صور حضارية عن لبنان الحداثة والمؤسسات والنجاحات والإنفتاح على العالم وجسر التواصل بين الشرق والغرب.

*يقول المقال: “ترفع أبواق المارونية السياسية شعار “الحياد” وضرورة “تحييد” لبنان عن الصراعات الإقليمية، وهي تتهم المقاومة بقيادة حزب الله بأنه “يجرّ” لبنان إلى الحرب ضد إسرائيل، من دون موافقة الدولة اللبنانية، ومن دون موافقة المكوّنات الأهلية (الطائفية) غير الشيعية للكيان اللبناني”.

الأمر ليس إتهاماً بل حقيقة جلية، فـ”الحزب” جرّ لبنان على الحرب من دون مراجعة أحد. أما “الحياد” فهو ليس بجريمة إلا بنظر “أذناب” التبعية لمحور الممانعة الذين يتعمدون جعل لبنان صندوق بريد وورقة تفاوض بيد الجمهورية الاسلامية.

*يقول المقال: “تزعم أبواق المارونية السياسية أن حزب الله يطبّق أجندة “غير لبنانية” و”غير عربية”، وأنه ليس أكثر من “ذراع إيرانية” ويطبّق الأجندة الإقليمية لإيران، الهادفة إلى تأمين مصالحها وتقاسم النفوذ الإقليمي بينها وبين أميركا ومن ورائها إسرائيل”.

 الأمر ليس زعماً بل حقيقة دامغة. إنها أجندة “وحدة الساحة” التي لم تنخرط فيها أي دولة عربية وهي تأتي وفق إستراتيجية إيران التي تتباهى بأنها تسيطر على أربع عواصم عربية بما فيها بيروت وبأن لديها ٧ جيوش بما فيها “حزب الله”. يتباهون بأنهم ملحقون بإيران الخامنئي رافع شعار “الحرب بين الشيعة واليزيديين (أي السنة)… حرب أحقاد تاريخية لا ناقة للبنان فيها ولا جمل. أما التنسيق الإيراني – الاميركي – الإسرائيلي والذي قد لا يرقى الى تقاسم النفوذ، فخير دليل عنه الردود الإيرانية الكرتونية المنسقة مع أميركا وعبرها مع إسرائيل على ضرب القنصلية الايرانية في دمشق وإغتيال زعيم “حماس” إسماعيل هنية في طهران.

*يقول المقال: “تتهم أبواق المارونية السياسية حزب الله بأنه هو “المعتدي” الذي “يستفز” إسرائيل ويستدعي ردها”.

ألامر ليس إتهاماً بل حقيقة ظاهرة، “من حركش بوكر الدبابير” في 8 أكتوبر 2023 وفتح جبهة الجنوب هو “حزب الله” إستجابة لـ”أمر اليوم” الإيراني. أما الاستفزازات الاسرائيلية منذ 14 آب 2006 فلم تستدعِ رد “الحزب” بل غض الطرف وإعطاء الرئيس نبيه بري “الضوء الاخضر” كي يتم ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل عبر الوسيط الاميركي الاسرائيلي الأصل أموس هوكشتاين.

يتهم المقال المارونية السياسية بأنها “فصيل عميل لأميركا وإسرائيل والسعودية، وقوة عملائية تحتل لبنان، تتبع الجيش الإسرائيلي وتنفذ أوامره وتدخل “ضمن خط الولاء لأميركا وإسرائيل”. يتهمها بـ”الخيانة الوطنية” وبـ”الدور الخياني المكشوف، العميل لأميركا خصوصاً وللإمبريالية الغربية عموماً، والحليف الكلي التاريخي والدائم للصهيونية وأخيراً لإسرائيل” وبـ”النهج اللاوطني والخيان” ويتحدث عن “العصابات الإجرامية لبشير الجميل التي قامت في وقت ما بارتكاب المجازر والاغتيالات”.

إنه كلام سخيف صادر عمن إمتهنوا الإجرام ليس فقط في زمن الحرب حيث لها لغتها وأدواتها وظروفها بل أيضاً في زمن السلم حيث إستباح بيروت في “غزوة 7 أيار” وقتل بدم بارد عشرات المدنيين العزّل.

إنه كلام سافل صادر عمن كانوا دوماً عملاء على حساب لبنان من “فتح لندن” الى زمن “نظام الأسد” و”الجمهورية الأسلامية الإيرانية”.

فشتان ما بين من تواصل مع الجميع لمنع إزالة لبنان من الوجود وتحويله “وطناً بديلاً للفلسطنيين” أو “المحافظة السورية الـ15” أو “ولاية للملالي الايرانيين” وما بين من لا يؤمن بلبنان الوطن والكيان من أتباع “الولاية” وقيام الأمة الاسلامية الى “عروبة البعث العبثية” و”هلال أنطون سعادة العقيم” و”أمميو ديكتاتورية الشيوعية الغابرة” ويتوّسل العمالة. ستبقى “المارونية السياسية” على علّاتها علامة مشرقة في تاريخ لبنان والحجر الاساس لقيام بناء دولة القانون والمؤسسات وستبقى “الشيعية السياسية” وصمة عار بحق أبسط قواعد قيام الدولة ونموذجاً عن “دويلة” الفساد والافساد وتفلت السلاح وغسل العقول بإسم نصرة الدين.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: