Search
Close this search box.

المفتي قبلان وفرض شراكة “الفرض”

WhatsApp Image 2024-03-30 at 5.36.20 PM

توجّه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خلال الدرس الرمضاني الذي يلقيه في مسجد الإمام الحسين – برج البراجنة في إلى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بالقول: “الميثاق شراكة وعقيدة وطنية، والبلد بقلب أقدس حرب إلا لمن لا يهمّه لبنان”، وإستفاض بالاشادة بدور الرئيس نبيه بري متحدثاً عن ملحمة سيادية يخوضها الثنائي جنوباً وعن صلب لبنان ومصالحه على خشبة الطائفية والإنتقاء. كما بلغ به الامر حدّ اعتبار لبنان هبة المقاومة.

“ب لا زعل”، يبدو أن فرض المفتي قبلان الـ devoir هو تلميع صورة شراكة “الفرض” والرّد على البطريرك الماروني وهو مجتهد في هذا الصدد. فهو يتكفّل بإعطاء فائض القوة و”عنجهية السلاح” غير الشرعي لدى “الثنائي” الشيعي بعداً معمّماً.

يقول قبلان: “الميثاق شراكة وعقيدة وطنية”، لكن أين هي الشراكة حين يتفرّد “حزب الله” بفتح جبهة الجنوب؟ عن أي عقيدة وطنية يتحدث، أليست العقيدة الدينية هي الطاغية حين يصيحون في تشييع كوادر “الحزب”: “قسماً قسماً قسماً قسمَ، سنروّي الارض دماء، حتى ينتصر الاسلام، ويسود حكم القرآن”؟!

يقول قبلان: “البلد بقلب أقدس حرب إلا لمن لا يهمّه لبنان”. من خوّله تقديس هذا الحرب وتوزيع شهدات حسن سلوك بالوطنية؟! إن كانت “حرب الاشغال” و”حرب الردع” هي الاقدس، فماذا يصف حرب إزالة “إسرائيل” “الغدة السرطانية” من الوجود؟! أما هي غير موجودة فعلياً بقاموسهم؟! لقد سخّفوا القداسة، اليوم عبر إضفائها على مغامرة “الحزب” وبالأمس على قتلة الرئس الشهيد رفيق الحريري وغزاة بيروت في 7 أيار وغيرها وغيرها…

يقول قبلان إن بري يخوض “معركة الشراكة الوطنية بالمجلس النيابي بأكبر مقاييس وطنية ودستورية”. هل الشراكة عبر عدم الدعوة لجلسات إنتخاب رئيس الجمهورية إلا من باب رفع العتب وعبر تطيير النصاب؟! هل أصبح قبلان Dalloz الدستور اللبناني ليفتي ويجتهد به؟!

يقول قبلان: “ما تقوم به المقاومة وأهل الجنوب دفاع استراتيجي حتى لا يشرب نتنياهو الشاي بقصر بعبدا”، لكن ماذا عن شرب الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين القهوة في عين التنية، في ظل حيازته الجنسية الاسرائيلية وخدمته سابقاً في جيش الاحتلال وما يحكى عن عمله أيضاً مستشاراً أمنياً لرئيس الوزراء السابق لهذا العدو شيمون بيريز؟! ماذا عن التخلي عن الخط 29؟! ماذا عن “هبة” حقل الكاريش؟!

يقول قبلان: “منذ عشرات السنين نعطي هذا البلد ومؤسساته وسيادته ما لا يعطيه أحد بهذا العالم”. قليلاً من التواضع. هل الكثير من المزايدة على بكركي ومن أعطي “مجد لبنان” وعلى كل الطوائف من مسيحيين وسنة ودروز هو ما باب تكريس الشراكة التي يتحدث عنها سماحته؟!

يقول قبلان: “كفانا صلباً للبنان ومصالحه على خشبة الطائفية والإنتقاء”. فهل من يرفض العمل بقانون أحوال شخصية موحّد ويرفض الزواج المدني ويرفض منع زواج القاصرات وتجريم الاغتصاب الزوجي، يتوّج لبنان على عرش الدولة المدنية؟!

للتاريخ نقول: لبنان قلب الله الذي قال لموسى حين نظر الى الشمال، نحو جبال لبنان وقال: وهذا الجبل؟ اجاب الله وقال: اغمض عينيك. هذا الجبل هو وقف لي”. لبنان ليس هبة من طارئ على تاريخه.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: