ما كاد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ينهي عظة الاحد حتى إنهالت عليه الشتائم وعبارات قاموس التجريح الشخصي ومعجم التخوين من “صهيوني” الى “عميل”، ليس فقط من بيئة “حزب الله” عبر وسائل التواصل الاجتماعي بل من إعلاميين بعضهم برتبة “بييض وج” بحثاً عن Payroll و”مال نظيف” أو هو من مخلّفات مراحل إيديولوجية عابرة متقوقعاً في شرنقة مصطلحات بائدة كـ”الرجعية” و”الإنبريالية” و”اليمين الفاشي”.
جنّ جنونهم لمجرد نقله البطريرك وجع أهالي القرى الحدوديّة في الجنوب جراء مغامرة “الحرب الجنونية” التي تبرّع “الحزب” بفتحها في 8 أكتوبر 2023 وبسبب إنتقادهم “تخلي الدولة عنهم وعن واجباتها ومسؤوليّاتها تجاههم” وإعتبارهم ان “لا شأن للبنان واللبنانيّين بهذه الحرب المفروضة عليهم والمرفوضة منهم” وعدم قبولهم أن يكونوا “رهائن ودروعاً بشريّة وكبش محرقة لسياسات لبنانية فاشلة، ولثقافة الموت التي لم تجّر على بلادنا سوى الإنتصارات الوهميّة والهزائم المخزية”.
كالعادة تكفّل أيضاً المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان بإصدار بيان ردِّ إتهم فيه البطريرك من دون أن يسميه بأنه “يطعن بأقدس وأهم حرب على الجبهة الجنوبية وهي أكبر الحروب السيادية على الإطلاق”، لافتاً الى أن “المعيار الوطني اليوم جبهة الجنوب حتى يبقى لبنان لبنان، وحتى تظل أجيال هذا البلد تتكلم العربية لا العبرية، وحتى لا تتحول المساجد والكنائس في لبنان إلى كيانات عبرية ودشم صهيونية”.
“ب لا زعل”، ناقل وجع الناس ليس بكافر والاشارة الى إن “حزب الله” يتفرّد بقراراته التي تورّط الموطن غير آبه بالشراكة مع باقي المكونات ولا بالدولة ويغامر لا بل يقامر بلبنان وإستقراره ليس بكفر بل حقيقة.
أما “حزب الله” ومن لفلّ لفيفه فليعلم أنه من غير المقبول حكماً تحويل لبنان إلى كيانات عبرية ودشم صهيونية ولكن ايضاً من غير المقبول تحويله كيانات فارسية ودشم لـ”الحرس الثوري”. فيدرك أن زمن “المطاوعين” قد ولى ولن يجديه نفعاً مقدمي أوراق إعتماد لوراثة المناصب أو “أبواق” الإعلاميين والممانعين… “الناس راجعة من الحجّ وهو رايح”.