يبدو ان محطة رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل في زحلة ضمن إطار جولته على المناطق اللبنانية ستكون مختلفة عن باقي المناطق بحيث لن يكون هناك لقاء شعبي كما جرى في عكار الاسبوع الماضي مثلاً ولن تنفع معها مرافقة عمّه الجنرال ميشال عون صهر المدينة ولا معادلة "أنا جبران وجبران أنا".
هذا ما اكده النائب العوني سليم عون في حديث لأحد المواقع الاخبارية حين قال: "هذه الزيارة لا يتخللها لقاءات عامة بمعنى دعوات شعبية". الامر غير مستغرب خصوصاً ان "التيار" حصد عبر مرشحه سليم عون في الانتخابات النيابية الاخيرة 5554 صوتاً فيما "القوات اللبنانية" حصدت ما مجموعه 20473 صوتاً (11921 صوتاً لجورج عقيص، 6758 صوتاً للياس إسطفان، 1794 صوتاً لميشال التنوري).
كما ان باسيل في ظل خصومته مع "القوات اللبنانية" وكذلك مع النائب ميشال ضاهر (الذي خرج من تكتل "التيار" في الانتخابات النيابية الاخيرة) وفي ظل الخلاف مع النائب جورج بوشيكيان (الذي كان ضغط باسيل أحد أسباب فصله من كتلة "الطاشناق") وعدم ودّه مع الرئيس فؤاد السنيورة الذي يدعم النائب بلال الحشيمي، يجد نفسه مضطّراً ان تكون لقاءاته السياسية مع "أيتام السياسة" في زحلة رغم انهم لم يتحالفوا معه في الانتخابات النيابية الاخيرة أي رئيسة "الكتلة الشعبية" التي تعصف فيها الخلافات العائلية ميريم سكاف، آل فتوش والنائب السابق سيزار المعلوف.
هم "أيتام السياسة" بمعنى انهم قاصرون من حيث الحجم التمثيلي ولا أبوة واضحة لهم في السياسة والطروحات الكبرى وأًصبحوا خارج المشهدية السياسية التي فرضتها الانتخابات النيابية الاخيرة. لكن باسيل يبحث من جهة عن الصورة ومن جهة أخرى عن حلفاء محتملين في الانتخابات المقبلة لعلمه ان "التيار" بعيدٌ جداً عن تأمين الحاصل والمقعد النيابي العوني في زحلة اليوم بفضل "حزب الله".