إعلان وزير الطاقة والمياه جو الصّدي أنه فور وصوله الى الوزارة رفض سياسة السلف لمصلحة مؤسسة كهرباء لبنان، مشدّداً على أنها إستدانة من جيوب اللبنانيين وتذكيره أن "حجم سلف الخزينة بلغ نحو 23 مليار دولار وإذا زدنا عليها الفائدة يتخطى المبلغ 30 مليار دولار وهذا المبلغ كنا أضأنا لبنان وسوريا والأردن"، إستفزّ الوزير السابقة ندى البستاني.
"ب لا زعل"، دفاع البستاني عن منطق الاستدانة وإنجازات هدر 23 مليار دولار من أموال الناس في دعم الكهرباء هو عملياً بحث عن "براءة ذمة" لممارسات تيارها طيلة 15 سنة في الوزارة. فالقول إن الأمر لم يكن حكراً عليهم بل على من سبقهم من وزراء - ولمحاسن الصدف من نفس الفريق السياسي - لا يبرّر لهم ذلك.
تناست أن أسباب الدعم مرتبطة بعدم تطوير القطاع وبناء القدرة الإنتاجية وتحسين الشبكة لسنوات، وعدم جباية الفواتير وإيقاف السرقات، وعدم تطبيق القوانين في عهدها وزملائها. هذه الأموال لو لم تصرف، لكانت غطت نصف قيمة فجوة الودائع الحالية، وربما لما كنا في أزمة مالية بهذا الحجم اليوم، كي لا ننسى من أوصلنا إلى الانهيار.
إن هذه السلف التي ترافقت دوماً مع وعودهم بـ"كهرباء 24/24" وبتطوير القطاع، إنتهت "ع الوعد يا كمون". فيما "القوات اللبنانية" لم توافق يوماً على أي من سلف الكهرباء في مجلس النواب والوزير جو الصّدي لم يطلق مرة وعداً بـ"كهرباء 24/24".
 
															