بعد حفلة التخوين المعتادة وإتهامه بعض القوى السياسية وبعضُ الإعلام الداخلي بالرهان على العدوان الإسرائيلي كيّ يحققوا مكاسب في الداخل، ها هو النائب حسن فضل لله يعلن من عدشيت: “لا نطالبُ الدولة اليوم أن تُواجه عسكريًّا لعدم وجود توازن عسكري، لكنها تستطيع أن تحشد كلّ عناصر القوّة التي تملكها سياسيًّا وشعبيًّا وأمنيًّا وإعلاميًّا من أجل أن تضغط على الدول الراعية لوقف الإعتداءات”.
“ب لا زعل”، لن نتوقف عند الاتهام بالعمالة لإسرائيل والتخوين السخيف الذي لا يعكس سوى ضعف “الحزب” وتخبطه جراء تفشي العملاء في صفوفه من رأس الهرم الى أسفله، إنما عند الإقرار بأن لا توازن عسكري والمطلوب الضغط السياسي على الدولة الراعية.
ها هو فضل الله ينسف كل نظرية “الحزب” ومن يدور بفلكه الذين كانوا يخونوا السياديين الذي يطالبون بتخلي “الحزب” عن سلاحه وترك مهمة الدفاع عن لبنان للدولة والذين كانوا يتحجّجون بضرورة تسليح الجيش أولاً لمواجهة إسرائيل قبل تسليم السلاح.
لطالما رفض “الحزب” إنتشار الجيش في الجنوب متحججاً بأنه يتحول الى شرطي حدود لدى إسرائيل، فكانت حرب “لو كنت أعلم” في تموز 2006 وإرتضى بـالقرار 1701 وإنتشار الجيش “متل الشاطر”.
لطالما رفض “الحزب” إعتماد الدولة على الحل السياسي وإستخدام سلاح الديبلوماسية، وها هو اليوم بعد مغامرة “وحدة الساحات” في أكتوبر 2023 يرتضي بإتفاق وقف إطلاق نار ويقرّ بالحل السياسي الذي على الدولة أن تخوضه “متل الشاطر” أيضاً.