فيما كانت وحدات الجيش اللبناني تدخل الى منطقة حوش السيد علي – الهرمل عقب الأحداث التي شهدتها منطقة الحدود اللبنانية – السورية بغية الحؤول دون تدهور الأوضاع حيث بدأت الوحدات العسكرية المنتشرة تنفيذ تدابير أمنية بما في ذلك تسيير دوريات لضبط الأمن والحفاظ على الاستقرار في المنطقة الحدودية، كان جمهور “الحزب” يتجمع على الطرقات بسلاحه الظاهر ويتّهم الجيش بالخيانة والعمالة ورافعاً شعار “لبيك يا نصرالله” وفق التسجيلات المصوّرة المتداولة.
إستفزهم ان الجيش يفرض سلطة الدولة للمرة الاولى في تلك المنطقة التي لم تكن فقط بؤرة للتهريب على انواعه ووكراً للكبتاغون بل جزيرة امنية لـ”الحزب” وممراً لسلاحه وعسكره من والى سوريا في زمن الاسد.
“ب لا زعل”، بيان “الحزب” الذي تنصّل من أي مسؤولية عن الاشكالات المسلحة على الحدود غير كاف والادعاء ان المواجهات مع العشائر غير مقنع وخير دليل ردة فعل بيئته اليوم الخارجة عن تقاليد العشائر والشعارات التي أطلقت.
ربما إستفزهم ان الجيش الذي ردّ في الساعات الماضية على مصادر النيران الآتية من الجانب السوري، لن يسمح أيضاً ببقاء الحدود سائبة وبإستمرار التهريب والسلاح غير الشرعي المتفلت هناك والذي يعكّر علاقة لبنان مع سوريا.
لذا على الجميع ان يدرك ألا خط أحمر على الجيش اليوم وحتى في المرحلة السابقة حين كان “الحزب” في اوج قوته وحين خرج امينه العام الراحل السيد حسن نصرالله ليضع خطاً أحمر على تصدي الجيش للارهابيين في مخيم نهر البارد عام 2007 فشل.
عليهم أن يقتنعوا بحقيقة ان دور سلاح “الحزب” إنتهى لأنه أثبت عدم جدواه في ردع إسرائيل ويحول دون قيام الدولة والتلطي خلف “غضب الاهالي” جنوباً والعشائر بقاعاً لن ينطلي على أحد.