يبدو أن التداول باسم رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع كمرشح طبيعي لرئاسة الجمهورية حتى من قبل رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل وحسم أن معراب ممر إلزامي الى بعبدا استفزّ نائبه السابق منصور فاضل. فاشرأب في إحدى المقابلات قائلاً: “بدي ذكرهم للشباب اللبناني أنو هيدا البطل اللي “سقط النظام السوري وأنهى سلاح حزب الله” وع شوي حرر اوكرانيا من الروس ومن دونو فيتنام ما تحررت ما عمل بلبنان إلّا حروب داخلية! كل معاركك مسيحية-مسيحية! (…) والله العظيم منجي منطويلك صفحة بترجع بتفتحها انت. روق لتعمل رئيس بدو يكون تاريخك بيسمحلك او الاسرائيلي يوصل ع بيروت بحطّك رئيس”.
“ب لا زعل”، نائب باسيل لا منصور ولا فاضل. فبطبيعة الحال منصور مهزوم جراء ثلاثية: انكسار سلبطة “الحزب” وعنجهية سلاحه في لبنان والاطاحة بنظام الديكتاتوري بشار الاسد في سوري واندثار محور الممانعة بزعامة إيران.
ففاضل كما الموفد الدائم للجنرال ميشال عون الى سوريا بيار رفول هما من الجناح الذي يعتبر ان “التيار” جزء من “محور الممانعة” مقابل الجناح “اليمني” المتمثل بنائب الرئيس الحالي في “التيار” ناجي حايك.
على سبيل المثال يوم غرد فاضل عبر تويتر في مطلع حزيران 2023 قائلاً: “مع خيار المقاومة مبارح، اليوم وبكرا…”، رد عليه حايك بالقول: “خيار المقاومة هو خيار مذهبي يمثل خطراً على النسيج اللبناني المتنوع. يستعملون سلاحهم للسيطرة على القرار الوطني ولمصلحة مشروعهم الاممي، عليهم هم ان يبرهنوا انهم لن يطعنوننا مش العكس. ليس بالحرب وحدها تقوم الاوطان”.
كما ان منصور ليس بفاضل، لن ننجر الى مهاترته عن زمن الحرب ونفتح صفحة حروب تياره “14 شباط” و”الالغاء” و”التحرير” الفاشلة، ولكن يكفي التذكير بواقعة ما نشرته صحيفة “النهار” في 5/9/2022 عن توقيف فاضل في المطار بعد العثور معه على آلة فرم مخدرات. وما نشرته mtv في اليوم التالي: “الآلة لفرم المخدرات كان يحملها معه أثناء توجّهه الى فرنسا لزيارة نجله. أوقف فاضل، الذي قام باتصالاتٍ عبر هاتفه، في وقتٍ قام أمن المطار بمخابرة المدعي العام الذي أمر بتركه، وفي ذلك مخالفة قانونيّة فاضحة ارتكبها المدعي العام. وهكذا سافر فاضل الى فرنسا، وهو لم يصدر نفياً للخبر بل اكتفى بنشر صورة تجمعه بابنه في العاصمة الفرنسيّة”.
في الحقيقة، كثر فقدوا أعصابهم جراء الزلزال الذي ضرب المنطقة ويشعرون باليتم ويدركون انهم سيحصدون في المستقبل نتائج رهاناتهم الخاطئة لذا يعمدون الى نبش القبور بشكل مجتزأ ومزور ومضلل في محاولة لإغراق الجميع معهم. لكن كل هذه “الاستعراضات الكلامية” أضحت ممجوجة وتخطها الزمن كما تخطى أصحابها العالقين في حقبة ما قبل 7 أكتوبر.