يبدو أن تثبيت الحدود البرية مع إسرائيل قد يكون على خطى ترسيم الحدود البحرية. فالأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله اعطى الضوء الاخضر في هذا الاطار حين كرّر “سيناريو” الحدود البحرية يوم أعلن ان القرار عند الدولة اللبنانية.
نصرالله أعلن في 2/10/2023 من مجمّع سيد الشهداء- الضاحية الجنوبية أنه بالنسبة لـ”الحزب” هذا الموضوع هو مسؤولية الدولة اللبنانية، مضيفاً: “الدولة إذا هي تَقبل الوساطات، إذا هي تُفاوض، هذا شأنها، نحن لسنا معنيين لا قبولاً ولا رداً، يعني لسنا معنيين أن نقول: نحن نَقبل هذه الوساطة أو نَرفض هذه الوساطة، نحن نَعتبر أننا خارج هذا الشأن. الدولة، مسؤولو الدولة هم المعنيون في هذا الأمر”.
لماذا كان نصرالله معنياً في السابق بكل شاردة وواردة ويفرض الشروط على الدولة في أكثر من ملف داخلي وخارجي؟
لماذا كان يضعها امام الامر الواقع في حروبه ومواقفه العربية والدولية؟
لماذا كان معنياً يوم قرّرت الدولة السير بتشكيل وتمويل المحكمة الدولية في ملف إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام 2006؟ ولماذا إنسحب الوزراء الشيعة مع الوزير يعقوب الصراف من الحكومة يومها؟
لماذا عام 2008، تصدى لقراري مجلس الوزراء بإزالة شبكة الاتصالات غير الشرعية التابعة لـ”الحزب” وإقالة قائد جهاز أمن مطار بيروت الدولي العميد وفيق شقير وإستباح بيروت بغزوة “7 أيار”؟
لماذا؟ ولماذا؟ ولماذا؟؟؟
“ب لا زعل”، أن يصبح ملف إستراتيجي ومفصلي ومؤثر على دور “حزب الله” كملف ترسيم الحدود مع إسرائيل بنظر نصرالله بيد الدولة، ليس إعترافاً بها بقدر ما هو إطمئنان على مدى إحكام قبضته على السلطة القائمة التي تديرها وعلى سيرها وفق إيقاع مصالحه.