تشكّل العشائر في بعلبك-الهرمل عاملاً رئيسياً في التركيبة المجتمعية خصوصاً لدى الطائفة الشيعية. إذ رغم صعود الحياة الحزبية مع “البعث” و”السوري القومي الاجتماعي” ولاحقاً مع حركة “أمل” وبشكل غير مسبوق مع “حزب الله”، إلا ان الاخير كان دوماً مجبراً على الأخذ بهذا العامل رغم قضمه تدريجياً أصوات أبناء العشائر ورغم النقمة المتنامية في صفوفها والمتصاعدة مع كل دورة انتخابية لأن “الحزب” لم يمارس المداورة بينها بشكل كامل. فنائب “الحزب” حسين الحاج حسن “يحتكر” التمثيل منذ العام 1996 وزميله النائب علي المقداد منذ العام 2005 وكذلك الأمر بالنسبة لـ”أمل” إذ إن نائبها غازي زعيتر “يحتكر” المقعد منذ العام 1996 وفق تعبير كثر من هذه العشائر.
من هنا، يبدو أن النقمة العشائرية في إنتخابات العام 2022 لن تكون أخف من سابقاتها رغم العمل الدؤوب للثنائي الشيعي لإستيعابها وآخر محاولاته توزير عباس الحاج حسن للتعويض عن النقمة الشعبية التي تلاحق النائب حسين الحاج حسن والمهندس علي حمية لإمتصاص غضب آل حمية والذي تظهّر بشكل كبير خلال تشييع القيادي العسكري السابق في “أمل” عقل حمية في طاريا.
لذا على “أمل” و”حزب الله” الاستعداد لمواجهة هذه المعضلة في الاستحقاق المقبل، إذ يؤكد مصدر من العشائر في بعلبك – الهرمل أن لا مكان لـ”الكلام المسعول” و”الوعود الطنانة والرنانة” وتكرار امين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله سيناريو العام 2018 حين اعلن عن استعداده للحضور الى منطقة بعلبك-الهرمل يوم الانتخابات لحث المواطنين على الإدلاء بأصواتهم لم يعد يجدي.
هذا وكان موقع صحيفة النهار الإلكتروني نقل الثلثاء 27/3/2018 عن نصر الله قوله “إذا وجدت وهناً في الاقبال على الانتخابات، سأذهب شخصياً إلى بعلبك والهرمل وأزورها ضيعة ضيعة لدعم لائحة الأمل والوفاء”.
كما يشدَد المصدر على أنه ليس بالسهولة على الرئيس نبيه بري هذه المرة فرض ترشيح نائب “الربع قرن” غازي زعيتر عليهم اولاً لأن ثمة غضباً من أدائه النيابي الخدماتي وثانياً لأن المداورة حق مشروع وثالثاً لأن النقمة كبيرة عليه في عشيرته آل زعيتر قبل الحديث عن باقي العشائر.
يضيف المصدر: ” آل زعيتر فتحوا الـTiro الانتخابي العشائري في بعلبك-الهرمل وباقي العشائر ستتبعهم، وما ترشيح الدكتور مدحت زعيتر “أبو أرز” أحد وجهاء العشيرة ورفع صوره – وهو المقرب من “أمل” واحد أبنائه قريب من “حزب الله”- إلا خير دليل على إطلاق رصاصة إنطلاق السباق الى ساحة النجمة”.
فهل ينجح “حزب الله” وحركة “أمل” بتفكيك الألغام العشائرية المزروعة على طريق صناديق الاقتراع في بعلبك – الهرمل ويجرون تبديلات في اسماء المرشحين تساهم بإمتصاص النقمة؟! أم يعمدون الى تفكيك هذه الالغام عبر إستحضار خطر العدو الاسرائيلي والداعشي وعبر الحديث عن مؤامرة “كونية” متقاطعة مع أطراف داخلية ضد الطائفة ومحاولات سلب الشيعة المكتسبات التي حققوها وإعادتهم الى زمن “المحرومين”؟ أم ان تداعيات إنفجار هذه الألغام تبقى محدودة على نتائج المعركة الانتخابية كون “الثنائي” مصفّح بحجم كبير من الاصوات الانتخابية؟!