منذ سنوات طوال، يداهم الجيش اللبناني حي الشراونة في بعلبك بين الحين والآخر بحثاً عن مطلوبين ويسقط له شهداء، وهذا ما جرى صباح اليوم خلال مداهمة احد اشهر تجار المخدرات “ابو سلة” حيث سقط اقله شهيد للجيش.للاسف مرة جديدة يدفع جيشنا ثمن غياب القرار الجازم والمستدام في ضرب اوكار تجار المخدرات. لذا فدماء شهداء الجيش برقبة من يضعون خطوط حمراء على حرية حركته وبرقبة اهل السلطة الذين يعتمدون “الامن بالقطارة” أو “الامن بالتراضي” أو غض النظر إن لم نقل يعمد بعضهم الى تغطية تجار المخدرات إما لإرباح مادية مباشرة أو لأصوات إنتخابية أو خوفاً من نقمة عشائرية، فنشاهد بعضهم كنوح زعيتر في الصفوف الامامية في مهرجانات بعض الاحزاب. فهل يعقل ان يبقى حي لا تتخطى مساحته بضعة الاف الامتار مصيدة لعسكرنا ومنبع مخدرات تفتك بشبابنا؟ اعلان الحكومات عن خطط أمنية أو تنفيذ عمليات مداهمات متقطعة أشبه بـ “سلة امن مفخوتة” نهدر خلالها خيرة شباب المؤسسة العسكرية شهداء ولا تجدي نفعاً. من هنا، لا حل الا بقيام دولة لا تستهاب دويلة أو حزباً او سياسياً أو مطلوباً، تطلق يد الجيش اللبناني في ضبط الامن ولا تنتظر رفع الغطاء من اي طرف عن المجرمين وإلا هدر الشهداء سيستمر.
