أشار الكاتب والمحلل الجيوسياسي جورج أبو صعب إلى أن "حديث الموفد الأميركي توم براك جاء لتتويج مسار ديبلوماسي معرقل جداً، ولا أعتقد أن براك يُدلي بهكذا تصريحات من دون أن يكون لديه غطاء من الإدارة الأميركية، من البيت الأبيض".
وعن كلام براك حول تلكؤ الحكومة اللبنانية، قال أبو صعب: "نعلم أن البيت الأبيض يريد إنهاء ملفات المنطقة، ومن ضمنها ملف سلاح حزب الله، وصحيح أن الحكومة اللبنانية السيادية أنجزت خطوة مهمة جداً بين الخامس والسابع من آب، وخطوة أهم بالموافقة على خطة الجيش اللبناني، التي بقيت طي الكتمان لعدم إحراج حزب الله، لكن كل الإنجازات بقيت بالنسبة للأميركيين مماطلة، لأنهم يريدون إنهاء الأمور بسرعة".
ولفت أبو صعب إلى أن "براك فانتقل من أسلوب الديبلوماسي المتألق إلى الأسلوب الصدامي، ولكن في النهاية هناك سياق للأحداث، وسياق للمواقف، وموقف أميركي واضح علينا أن نأخذه بالاعتبار، وبراك قالها بوضوح: لا يتكلم أحد عن إسرائيل قبل نزع السلاح. وأعتقد أننا وصلتنا أكثر من رسالة من الأميركيين، لكن البعض يتصرّف وكأنه لم يسمع شيئاً".
وتابع: "نحن نعلم منذ البداية أن الدولة اللبنانية لا يمكنها أن تلجأ إلى القوة ضد حزب الله، وتحديداً عبر الجيش اللبناني، ولهذا السبب كان هناك بحث بخطة الجيش على طريقة "خطوة خطوة"، بدءاً من أماكن مسلّحة معينة ومستودعات صغيرة وصولاً إلى الترسانات الكبيرة".
أضاف: "نحن نعلم أن هناك صعوبة كبيرة بأن يتمكّن الجيش من سحب سلاح الحزب بالقوة، وفي الواقع، سلاح الحزب ليس سلاحاً لبنانياً، بل هو سلاح إيراني".
وشدد أبو صعب على أن "لبنان وقع وملف سلاح الحزب في دائرة التجاذبات بين الإيرانيين والأميركيين حول الملف النووي، لأن الإيرانيين متمسكون، وبعد الصفعة الكبيرة التي تلقّوها بعد حرب حزيران، بما يعتبرونه أوراقهم الرابحة في المنطقة، وأولى هذه الأوراق هي حزب الله، ولو أنه لم يعد ورقة رابحة لهم. أمّا بالنسبة لسياديي لبنان، فالحزب لم يكن أبداً ورقة رابحة للبنان".