في حديث لموقع lebtalks، وتعقيباً على ما ورد في عظة غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي اليوم، والتي جدّد فيها الدعوة للجوء الى الأمم المتحدة لحل الأزمة اللبنانية، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي جورج أبو صعب أن كلام البطريرك “ناقوس” خطر واضح من فشل الحلول اللبنانية – اللبنانية للأزمة السياسية في لبنان.
مع تزايد التعقيدات حول انتخاب رئيس للجمهورية وانقسام البلاد عمودياً بين سياديين وغير سياديين، وعدم قدرة أي طرف على تحصيل الأكثرية المطلوبة لانتخاب رئيس، وتعمّد فريق ٨ آذار والتيار الوطني الحر الامتناع عن ترشيح شخص في ظل استفحال الخلافات داخل هذا الفريق وهروبه الى الأمام بالدعوة العجيبة الغريبة للحوار على رئيس للجمهورية، فيما الآليات الدستورية والقانونية والديمقراطية موجودة إن صدقت النوايا في الرغبة بانتخاب رئيس، يُخشى أن تكون الأزمة اللبنانية قد باتت خارج قدرة اللبنانيين على حلها، ما يُخشى معه اقتناع بعض دوائر القرار الإقليمي والدولي بأن الحل الأمثل هو تلزيم لبنان لطرف إقليمي قوي يتولى تسيير أموره مرحلياً الى حين نضوج التسويات أو نتائج الحروب المتوقّعة في المنطقة.
وتابع أبو صعب بالإشارة الى أن دعوة غبطة البطريرك الراعي دليل واضح على فقدان سيدنا أي أمل بحلٍ داخلي لبناني- لبناني، فيما بعض الأطراف غير مستعدة لوضع مصلحة البلد فوق مصالحها، وهي أطراف باتت معروفة بفعل فضاحة تحركاتها البهلوانية ومواقفها التصعيدية الفارغة ودعواتها للتلاقي المسمومة لكونها لا تهدف الى أكثر من مجرد تعويم موقعها أو فرض وجهة نظرها على الفريق اللبناني السيادي الذي يريد رئيسا سياديا يتصدّى للسلاح غير الشرعي ويقوم بالإصلاحات الضرورية لإنقاذ الوضع الاقتصادي والمالي والمعيشي الكارثي.
وأكد أبو صعب على أن مساحة الحلول الداخلية بدأت تضيق يوماً بعد يوم، وبالتالي قد نكون وصلنا الى مرحلة بتنا فيها بحاجة الى تدخّل دولي- أممي لإنقاذ لبنان من الانحلال المؤسساتي والدستوري والكياني.
وختم بالإشارة الى أن فريق ٨ آذار، وعلى رأسه حزب الله وحلفائه، في وضع صعب جداً نتيجة انفراط عقد “طاعة” جبران باسيل للحزب، ما يعني مزيداً من التشنّج وغياب الحلول وإمعان في تدمير كل ما تبقى من لبنان.
