أبو صعب : إيران نسفت من غزة فرصة حل الدولتين

georges-abou-saab

إعتبر الكاتب والمحلل الجيو سياسي جورج أبو صعب في حديث خاص لموقع lebtalks، أن إيران من خلال “حماس” نسفت، بإقدامها على دخول مناطق ومستوطنات الإسرائيليين، الفرصة التي كانت وشيكة لحل الدولتين من خلال المسعى الجبار الذي قامت به المملكة العربية السعودية مع الأميركيين للضغط على إسرائيل من أجل القبول بشرط إقامة دولتين، إسرائيلية وفلسطينية.
وأشار أبو صعب الى المعلومات التي كانت قد أكدت في وقت سابق وقبل اندلاع حرب غزة، اقتراب السعوديين من الحصول من تل أبيب على موافقة على صيغة حل الدولتين وإنشاء دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، إلا أن مبادرة إيران الى تحريك “حماس” قضى على هذه الفرصة الذهبية، وسيذكر التاريخ أن إيران وجماعتها في غزة هي التي منعت تحقيق دولة فلسطينية، مستبدِلة إياها بالموت والدمار والحرب والمآسي التي يعيشها حالياً الشعب الفلسطيني الأعزل والمغلوب على أمره مصيره في فلسطين وتحديداً في قطاع غزة.
وكشف أبو صعب أن إسرائيل، وفي الأسابيع الأخيرة قبل ٦ تشرين الأول، كانت تحت تأثير الضغوط الدولية وأولها الأميركية الجادة والمتصاعدة، قد وجدت نفسها مضطرّة للإقرار والاعتراف بدولة فلسطينية كي تصل الى التطبيع مع الرياض، إلا أن مَن أنقذ إسرائيل من الضغوطات هي إيران، التي بشنّها الحرب الحالية عبر حماس والجهاد الإسلامي، إنما قدّمت لبنيامين نتانياهو فلسطين على طبق من ذهب وحرّرته من أي التزام بقيام دولة فلسطينية.
وختم أبو صعب كلامه بالإشارة الى أن البديل الذي تقدّمه إيران وميليشياتها في غزة عن السلام والدولة الفلسطينية هو الحرب وتهجير الفلسطينيين، وفي هذا السياق يبرز “التخادم” الخفي تحت الطاولة بين طهران وتل أبيب، هذا التخادم الذي سمح لإيران منذ السبعينيات بالتمدّد والسيطرة على دول عربية في المنطقة، وسمحَ لإسرائيل وتحديداً لبنيامين نتانياهو على مرّ حكوماته، من الاستمرار في مخططه بضرب الوحدة الفلسطينية وتشجيعه “حماس” على البقاء في غزة منفصلة عن السلطة الفلسطينية في الضفة، مشجعاً انقلابها عليها في غزة وسيطرتها على إدارة القطاع، فالتاريخ لا يرحم وما من خُفي سيظهر، خصوصاً في خلفيات ما حصل في يوم ٦ تشرين الأول في غلاف غزة، وما تبعه من تقاطع سيناريوهات متبادلة تخدم بعضها.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: