في حديث لموقع LebTalks، علّق الكاتب والمحلل السياسي جورج أبو صعب على توصّل لبنان وإسرائيل، بوساطة أميركية، الى مسوّدة اتفاق نهائي لموضوع ترسيم الحدود البحرية بين البلدين.
واعتبر أبو صعب أن التوصّل الى مثل هذا الاتفاق إثبات قاطع على زيف ادعاءات حزب الله التي بنى عليها “هالة” وجود سلاحه منذ سنوات، وهي أن الحقوق تؤخذ بالقوة لا بالسياسة ولا بالقانون الدولي واحترام الشرعية الدولية وقراراتها.فها أن الحزب بانغماسه عبر السلطة الحاكمة في مفاوضات الترسيم قدّم دليلاً دامغاً بأن السلاح لا يأتي بالحقوق، فلم نلحظ معركة عسكرية للحزب ضد إسرائيل أرغمت العدو على الاستسلام والقبول باتفاق.سأل أبو صعب انطلاقاً من الذي حصل في موضوع ترسيم الحدود البحرية، ما المانع من حصول مفاوضات مماثلة لترسيم الحدود البرّية بين لبنان وإسرائيل؟ المفاوضات أثبتت فعاليتها في تحقيق نتائج، فلماذا لا نفاوض على ترسيم حدودنا الجنوبية بدل استمرار كذبة لا بل خدعة المقاومة المسلّحة ضد العدو والسلاح ضمان حصولنا على الحقوق؟وإذ سجل أبو صعب أمله في أن تتتابع خطوات الاتفاق حتى التوقيع النهائي إن كان في التنقيب خير للبنان وبداية نهوضه من الإفلاس المريع الذي يعيشه، لفت الى ما قاله مسؤولو البيت الأبيض من أن الاتفاق سيعزز أمن إسرائيل، معتبراً هذا الكلام بمثابة إدانة كاملة وواضحة لكل أدبيات فريق المقاومة في لبنان، وفضحاً لحقيقة أدوار أذرع إيران في المنطقة، وعلى رأسهم حزب الله الذين لطالما حموا مصالح إسرائيل وضمنوا لها أمنها وسلامتها من ضمن مشروع التخادم اليهودي- الصفوي- الفارسي- التاريخي ضد العرب ومصالحهم في المنطقة.وتابع أبو صعب: “إن اتفاق الترسيم، شاء من شاء وأبى من أبى، يُعتبر بنظر القانون الدولي ومنطق نسبية مفاعيل الاتفاقات والمعاهدات إقراراً واعترافاً بإسرائيل، لا بل اعتراف بسيادتها على المياه الإقليمية لفلسطين المحتلة كون لبنان قَبِل التفاوض معها لا مع الفلسطينيين الذين يتشدق بعضهم بالمقاومة وبإيران في مقاتلة الإسرائيليين والمطالبة بتحرير فلسطين.وختم أبو صعب بالإشارة الى أن اتجاهات إتفاقات أبراهام تتأكد يوماً بعد يوم في المنطقة، تارةً باتفاقات تطبيع وطوراً بتفاهمات واتفاقات موضعية، وإيران تسدد دفعات على الحساب لحفظ نظامها في لحظة اختلاط أوراقها داخلياً وإقليمياً وحتى دولياً.