تعليقاً على ما يُثار في الآونة الأخيرة حول "مواصفات" الرئيس العتيد للجمهورية، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي جورج أبو صعب عبر موقع LebTalks أن المثال الأعلى لأي رئيس يجب أن يكون الرئيس الشهيد بشير الجميل، إن من حيث الشخصية أو من حيث الفكر السيادي الذي يجب أن يقود سياساته وأعماله.
واعتبر أبو صعب أن مفهوم الرئيس القوي تعرّض كما كل المفاهيم في لبنان للتشويه والتفريغ من المضمون لأن الرئيس القوي ليس مَن لديه برنامج وطني لأننا لسنا في نظام رئاسي، بل الذي يملك رؤية سيادية مستقلة موضوعية ومجرّدة عن مصالحه، وليس مَن يُطلق مواقف وشعارات رنانة بعيدة عن التطبيق لمجرد الاستهلاك المحلي أو لشدّ عصب جماعته أو فريقه السياسي، كما أن مفهوم الرئيس القوي ليس فقط الذي يحوز على أكبر كتلة تمثيلية لطائفته من هنا أو أكبر عدد وزراء داخل الحكومة من هناك، وتكون له حصة الأسد من التعيينات الوظيفية العليا، لأن في كل هذه التصرفات إمعان في تغليب منطق المزرعة على منطق الدولة ومنطق المحاصصة والزبائنية على منطق الإصلاح الذي يفترض تعيين الأصلح والأفضل والأكفأ للوطن، لا لخدمة الرئيس وحزبه أو فريقه السياسي.فالرئيس العتيد عليه أن يكون محصّناً وطنياً وسيادياً، ومؤثراً فاعلاً في الحياة الوطنية، عندها تنتفي الحاجة لهرطقات وضع معايير أكبر كتلة أو أكبر عدد وزراء أو أكبر عدد موظفين من الفئة الأولى، اذ يصبح الجميع للرئيس وتحت جناحه متى كان هو نفسه بشخصه ونهجه إنقاذياً وإصلاحياً ومستقلاً غير مساومٍ أو مهادنٍ في المبادىء والثوابت الوطنية، ومتشبّثٍ حتى الشهادة بركائز قيام الدولة القوية القادرة والحرة.ويتابع أبو صعب: "في ذكرى ترشحه للرئاسة، علّمنا بشير الجميل أن الرئيس القوي هو مَن يتمتع بمصداقية شخصية ووطنية أولاً، فبشير الجميل لم يحتاج لتسلّم مقاليد الحكم في بعبدا كي تتوقف ارتكابات الغش وأعمال "الزعبرة" في الدولة، ويتوقف فساد الموظفين والسمسرات، وتنتفي مظاهر المزرعة ويصبح المواطن خفيراً بين ليلة وضحاها وبسحر ساحر.فالرئيس القوي هو الذي لا يضع نصب ضميره الا مصلحة الوطن العليا لا مصلحة أي فريق أو حزب أو جماعة أخرى، وهو القادر على اتخاذ مواقف وقرارات جريئة من دون قيد أو شرط عليه لانتشال لبنان من قعر الهاوية من دون حسابات ربح وخسارة له ولجماعته، ومن دون رهن قراره بفريق آخر وبدول خارجية على حساب باقي الفرقاء اللبنانيين، وكذلك هو القادر على تحقيق انقلاب إقتصادي يعيد الى اللبنانيين الأمل ببلدهم ومستقبلهم فيه، وهو الذي يخطط مع مستشارين أكفاء لتقديم الأفضل للبلاد والشعب ولإعادة الثقة الخارجية بلبنان من دون قيود وتقيّد بأجندات غريبة عن لبنان ومصالحه العليا، ودون مراعاة لأحد وهو الذي في لحظات القرار يضرب بيده على الطاولة ويعلن قراراته بكل حرية وكرامة وتجرد وجرأة.ويختم أبو صعب برفض ما يسمى "برئيس وسطي" لن يكون في الواقع أكثر من "ممسحة" تُستخدم يميناً ويساراً لمسايرة الجميع، وبالتالي لا لون ولا رائحة ولا بصمة رئاسية يتركها، ما يعني المزيد من التقهقر والإنهيار بحكم الخطوط الحمر التي ستوضع أمامه لتطويعه وشلّ تحركه، داعياً الى عدم الاجتهاد بمعرض النص الدستوري الواضح الذي يُلزم المجلس النيابي، كهيئة إنتخابية لا تشريعية وفق مهلة الشهرين اعتباراً من الأول من أيلول، بالانعقاد لإنتخاب رئيس للجمهورية من دون البحث في أية مواضيع أخرى، سواء إصلاحية أو غيرها عملاً بأحكام المادة ٧٥ من الدستور.