تعليقاً على ما أعقب خطاب رئيس حزب القوات اللبنانية ابدكتور سمير جعجع في قداس شهداء المقاومة اللبنانية من ردود فعل وهجمات سياسية على شخصه كما على القوات، لم يستغرب الكاتب والمحلل السياسي جورج أبو صعب هذا الكم من الإنفعالات والمواقف السلبية من سياسيي التيار وحزب الله وحركة أمل ومَن لف لفّهم، باعتبار أنه كلما قال جعجع كلمة الحق ووضع الأمور في نصابها الوطني والسيادي ينتفض محور دمار لبنان مهاجماً شخص الحكيم بدل مناقشة مضامين كلامه.وهذا النهج إن دلّ على شيء فعلى إفلاس لدى تلك الجماعات وقد أدانتهم تصرفاتهم وسياساتهم قبل أن يدينهم أي أحد.ويتابع أبو صعب:” من الطبيعي جداً أن لا يعجبهم كلام جعجع لأنه كلام يعبّر عن ثوابت وطنية تأسيسية للبنان وطموحات كل لبناني شريف يريد العيش في بلد محترم يسود فيه العدل وحكم الدستور ونظام حقوق الإنسان والحريات والاستقرار والنمو والازدهار، وهذا كله نقيض مشروع قوى الممانعة المبني على الدم والقتل والدمار والتدمير والتخلّف بدليل النموذج الذي قدموه لنا في خلال السنوات الأخيرة.
واستطرد أبو صعب بالإشارة الى “أهمية الفصل بين لبنانهم ولبناننا ليس من منطلق تقسيمي بل من باب القول عالياً ما يشعر به غالبية اللبنانيين من غربة في بلد لا يمثلهم ويمثل تاريخهم وتراثهم ودورهم وثوابت كيانية وطنهم”.لقد قال جعجع كل الحقيقة وهي مُرّة طبعاً لكنها الحقيقة، وما استمرار قوى محور إيران في لبنان في التنكر لهذه الحقيقة الا استكمالاً لنهج الفرض والتعالي ودفن الرؤوس في الرمال.وختم أبو صعب بالقول “إن المرحلة الحالية هي أصعب وأخطر مرحلة يتحدد خلالها مصير لبنان للسنوات لا بل للعقود المقبلة، فلا مجال الا لوقفة وطنية سيادية جامعة رَسمَ رئيس حزب القوات معالمها وشروطها، فمَن يريد رئيساً توافقياً فهو يريد استمرار المأساة وتعميقها كما الإنهيار، ومَن يريد رئيساً سيادياً وإصلاحياً فهو يريد فعلاً الخروج من هذا النفق المظلم وإنقاذ لبنان خصوصاً في مرحلة باتت فيها أوراق إيران الإقليمية في مهب الرياح.