أبو صعب: عن أي حرب أهلية يتكلم الشيخ نعيم؟

georges-abou-saab--qw7ughw0arjf48l8mpn6nog9t59p0ethfznprahi5c

كتب الكاتب والمحلل الجيوسياسي جورج أبو صعب، اليوم الجمعة، عبر منصة "إكس": "لا نفهم صراحة كيف لا يزال الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، يهدّد بحرب أهلية إذا قرّرت الحكومة تنفيذ قرارها بحصر السلاح. عن أيّ حرب أهلية يتحدّث الشيخ نعيم؟ حرب أهلية مع الجيش اللبناني؟ حرب أهلية مع طواحين الهواء؟ حرب أهلية مع الدولة اللبنانية؟".

وتابع: "ألا يدرك الشيخ نعيم أنّ أيّ صراع أو مواجهة بين الجيش والحزب ستؤدّي إلى اصطفاف الشعب اللبناني، بكل أطيافه، إلى جانب الدولة والجيش؟ ألا يدرك الشيخ نعيم أنّ إسرائيل قد تستفيد من الصدام لتدخل على الخط وتضرب الحزب أينما وجد، وهو أصلًا مكشوف في ظلّ استباحة العدو لأرضنا يوميًا واستهدافه الحزب بفضله وفضل سياساته؟".

وأضاف أبو صعب: "ألا يدرك الشيخ نعيم موازين القوى الإقليمية الحالية، وكيف أنّ محور ما كان يُسمّى بالمقاومة تقلّص دوره وتقلّصت قوته وتأثيراته إلى حدّ البحث اليوم في تسليم السلاح، بعدما كنّا ننام على آمال دخول القدس والصلاة فيها ورمي إسرائيل في البحر، فبتنا نفاوض على استرجاع خمس نقاط ضمن الأراضي اللبنانية؟".

وقال: "أين الشيخ نعيم، في كلامه عن حرب أهلية، من الواقعية؟ فهل يراهن مثلًا على انقسام الجيش اللبناني؟ وإذا كان الأمر كذلك، فما هي احتمالية حصول ذلك؟ الجيش اللبناني اليوم وحدة واحدة متماسكة وطنيًا وتنظيميًا، فهل بإمكان الشيخ نعيم إطعام ودفع رواتب الجنود أو الضباط إذا انفصلوا عن مؤسستهم؟".

وتابع: "إذا كان يراهن على الفتنة السنية ـ الشيعية، فهل بات طموح الحزب، الذي لطالما ادّعى زورًا دفاعه عن لبنان واللبنانيين، سلاحَ فتْكٍ وقتلٍ للبنانيين والوطن؟ ثمّ مثل هذه الفتنة، لا سمح الله، إن حصلت، ألا يدرك الشيخ نعيم توازن القوى بعد ما حصل في سوريا واحتمالات تدخّل دمشق نصرةً لأهل السنّة، لا سيما وأنّ إعلامه يهاجم ليل نهار السلطة الجديدة في دمشق والأشقاء في المملكة العربية السعودية؟ فهل يمكنه ضمان عدم حصول اصطفاف إقليمي ضدّه وضدّ حزبه بالمال والسلاح إذا حصلت الفتنة؟ ثمّ هل بالفتنة ينجو هو وحزبه؟ يا للمنحدر المأساوي الذي وصل إليه هذا الحزب ومن يديره، وهو، من حيث يدري أو لا يدري، يقزّم دور طائفة لبنانية تاريخية مؤسسة للدولة اللبنانية، رائدة في الوطنية، ويختصر تاريخها الساطع بحفنة من السلاح. غريب أن يصبح مع الشيخ نعيم مصير الشيعة في لبنان وتاريخهم وإنجازاتهم الوطنية والثقافية والحضارية مرتبطًا بخردة بالية، هي سلاح لم يعد له أي مبرّر لاستمراره ولا فائدة منه".

وختم أبو صعب: "الدليل: أين السلاح الآن ليتصدّى للعدوان الإسرائيلي المستمر يوميًا على كوادر الحزب وعناصره؟ أين السلاح الذي يحمي؟ أين السلاح الذي يبني، والجنوب مدمّر وضاحية بيروت هياكل خراب وموت ودماء، ولا مال لدى الحزب لتسديد رواتب عناصره وعائلاتهم؟ أين السلاح إلا في المخازن والأنفاق التي لا تقتل إسرائيليًا واحدًا، بل ضباطًا وجنودًا من جيشنا الوطني؟ لا يا شيخ نعيم، لا حرب أهلية، نؤكّد لك. وما عليك إلا العودة إلى الوطن والدولة وتسليم سلاحك للجيش اللبناني، الذي يتولّى هو وحده الدفاع عنك وعن وجودك ووجود حزبك وبيئتك، وقد أثبتم عجزكم حتى عن إيواء عائلات ومصابي بيئتكم أخيرًا".

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: