تعليقاً على الدعوات المتكرّرة للحوار الصادرة من المكونَين الشيعيَين لانتخاب رئيس جمهورية، تساءل الكاتب والمحلّل السياسي جورج أبو صعب عن خلفيات مثل هذه الدعوات، وعما اذا كانت تعني حقيقةً إستعداد الثنائي للقبول بما يفرضه الحوار من تنازلات أولها البحث في موضوع السلاح والتخلّي عنه، لأن أي حوار، ولو للاتفاق على رئيس جمهورية، لا بد أن يتصدّى أولاً لموضوع السلاح التي يتحتم بنظر فريق كبير من اللبنانيين أن تتضمنه رؤية أي مرشّح سيادي للرئاسة.
وأضاف أبو صعب بأنه، وعلى الرغم من عدم وجوب إجراء حوار لانتخاب رئيس، بل حوار لتقرير مصير لبنان ككل لأن انتخاب رئيس جمهورية وفق اللعبة الديمقراطية لا يحتاج لأكثر من مرشحيًن يتم التصويت لهما، ومَن ينال أكثرية الأصوات الدستورية فليحكم، الا أن الداعين للحوار هم أنفسهم يدركون ما ينتظر مثل هذا الحوار وقد باتت البلاد مقسمة عمودياً بين سياديين وملحقين بالمشروع الإيراني- السوري- - الإقليمي، فكيف يمكن لأي حوار أن يوفّق بين خطيَن متوازيين لا يلتقيان؟
واعتبر أبو صعب أن الدعوة الى الحوار لانتخاب رئيس للجمهورية تفترض اعتراف قسم ممن يدعو لهذا الحوار بالجمهورية نفسها، وهو ليس واقعياً بدليل الدويلة ضمن الدولة وفرع الجمهورية الإسلامية في لبنان على حساب الجمهورية اللبنانية.
وختم أبو صعب أن الحوار يكون بين مشروعين لديهما قواسم مشتركة، فيما حقيقة المشهد اللبناني أننا أمام لبنانين لا يلتقيان لأن منطلقاتهما ومضامينهما مختلفة تمام الاختلاف لا بل متناقضة تمام التناقض، فهل يكون الحوار للحوار أو بنيّة حمل فريق لبناني سيادي على الإذعان لرؤية فريق آخر غير سيادي؟ هذا إن اتفقنا حتى على مفهوم السيادة وهو حتى من المصطلحات الخلافية بين اللبنانيين.
