أبو صعب: هي ١١ سبتمبر أوروبية … وأوروبا جديدة ستولد!

549d6982-d474-4349-ad5a-8c8c71a1a862

“تفكك الإتحاد السوفياتي هو من الأمور التي يرفضها الرئيس بوتين وبذلك لا يستطيع الإنسجام مع النظام العالمي الجديد  الذي نتج عن تفكك الإتحاد السوفياتي وسقوط حائط برلين”، هكذا يصف المحلل السياسي جورج أبو صعب في حديث لإحدى الإذاعات، عقلية الرئيس بوتين اليوم خلال الحرب مع أوكرانيا، والتي يعتبرها أبو صعب أيضا بأنها حرب عالمية ثالثة وقعت بالفعل وأن المحظور قد حدث، مضيفا أن “الحديث عن إنضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو ، قد وجد فيه بوتين تهديداً مباشراً له ولحدوده، وبذلك عزم بوتين على الإقدام على هذه الخطوة إيمانًا منه بضرورة المحاولة لإعادة فرض نظام عالمي جديد يشبه تفكيره وتشكيل أوروبا جديدة، وأهمها إعادة إحياء أو ضم دول الإتحاد السوفيتي”.

وفي السياق إعتبر أبو صعب أن الحرب الأوكرانية الروسية هي بمثابة ١١ سبتمبر أوروبي بمعنى “أن الأوروبيين كانوا قد وصلوا الى حالة من الإسترخاء بأن لا حروب أوروبية قد تحصل، وإذ استفاقوا في ليلة ووجدوا روسيا داخل أوكرانيا أي في قلب أوروبا، وهذا ما دفع الرؤساء والقادة الأوروبيين الى عقد مؤتمر في فيرساي لرسم خطط استراتيجية جديدة أهمها عدم الإعتماد على قوة الأخرين(أبرزها أميركا) ، عدم الإتكال على الموارد الأحادية المصدر خاصة الغاز والطاقة من روسيا، وثالثاً والأهم بناء أوروبا قوية تستطيع أن تكون قوة عالمية مستقلة بغض النظر عن أي تحالف إقليمي آخر”.

أما في المقارنة بين الرئيس بوتين وأدولف هتلر، يشير أبو صعب الى أن التشبيه بين الشخصين “غير مُحبَّذ إلا أنه مثلما حاول هيتلر آنذاك مهاجمة روسيا وكانت هذه الخطوة بمثابة بداية نهايته، يمكن لهذه الحرب بين روسيا وأوكرانيا أن تكون بداية نهاية الرئيس بوتين، لأن هناك توازنات جيوسياسية وجيواقتصادية وجيواثنية تجعل من بالغ التعقيد وبالغ التشابك من أي رئيس في العالم إذا ما تخطى خطوطاً حمر اً معيّنة أن يكون يأخذ نفسه الى حتفه هو ونظامه، وهذا ما يفسّر ما قلته سابقا بأن روسيا قبل غزو أوكرانيا لن تكون كما بعده”. وعن الموقف الإيراني غير الواضح من الأزمة الروسية-الأوكرانية يقول أبو صعب “نظرا لمصالح إيران مع روسيا لا تستطيع إيران أن تأخذ طرفاً مع أوكرانيا، وفي الوقت نفسه نظرا لموقفها ومصالحها في مفاوضات فيينا لا تستطيع إيران أن تأخذ موقفا متطرفاً موالياً لروسيا، وهذا ما يجعل روسيا تمتعض من هذه الضبابية الإيرانية التي يعتمدها الإيراني للحفاظ على مصالحها خصوصا من الإتفاق النووي (5+1)، وهذا الموقف الرمادي المرتبك لا يعني أنه ليس موقفا صدامياً مع “الحليف اللدود” روسيا وهذا ما تقطفه الأخيرة من مواقف إيران”.

و يعتبر أبو صعب أنه “لا شك في أن الصين تعتبر روسيا حليفاً مهماً جدا لها، إلا أنها واقعة هي الأخرى في مشكلة وهي أن تطرفها نحو روسيا سوف يخسرها كافة مصالحها مع الغرب، والعكس صحيح فيما إذا تطرفت في موقفها مع أوكرانيا ستخسر كل مصالحها مع الروس، إذا الصين في الصراعات الدولية دائماً ما تشدد على حق الشعوب في تقرير مصيرها، لذلك لا تستطيع الصين موافقة روسيا على الغزو نحو أوكرانيا لأنه بذلك تناقض مبدأها الأساسي والمذكور بالدستور الصيني، والنقطة الثانية فإن لا مصلحة للصين بالدخول في هذه المعركة ولا بإتخاذ موقف حاسم منها نظراً لما تخسره من مصالح خصوصًا خط الحرير وغيره من المصالح الصينية الكبرى، لذلك تؤيّد الصين المساعي الدولية للمفاوضات وللوصول الى حل لوقف النزاع”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: