أبو صعب يرد على حسن نصرالله : إختاروا بين لبنان وايران

13990626000762_Test_PhotoN

تعليقاً على الحديث المتلفز مساء أمس لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله حول قضية توقيف المطران موسى الحاج، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي جورج أبو صعب أن السيد حسن ناقض نفسه أثناء الحديث عن الملف، فمن جهة صرّح بأنه لن يتدخل في القضية، فيما وفي نفس الحديث لاحقاً عاد وتدخّل عندما اتهم المطران بمخالفة القانون بفعل نقل أموال من فلسطين المحتلة الى لبنان، معتبراً ذلك عملاً خارج القانون بغض النظر عن أسبابه.

وتابع أبو صعب:" نلفت السيد حسن بأن في الجمهورية اللبنانية قانون يحتل مرتبة القوانين الأساسية المنظِمة للملل الدينية ومن بينها القانون رقم 1060 للكنائس الشرقية الذي يبدو أن السلطة القضائية وسلطة محور الممانعة لا تقيمان له وزناً وتتعمدان تجاهله، فليس قانون مقاطعة إسرائيل هو الذي ينطبق على سيادة المطران الحاج الخاضعة ملاحقته ومحاكمته جزائياً لقداسة الحبر الأعظم، بحسب القانون 1060 للكنائس الشرقية، لأن للكنيسة المارونية وجوداً في الأراضي المقدسة تاريخياً، ولأنه لطالما تعاقب المطارنة والأساقفة على هذا الكرسي وتنقلوا بين لبنان والأراضي المقدسة ذهاباً وإياباً،
وبالتالي فالحديث عن مخالفة القانون أمر ممجوج ومرفوض، وهو كلام حق يُراد به باطل. واستغرب أبو صعب كلام السيد حسن حول أن ما حصل خلال اليومين الماضيين على خلفية القضية لن يبقي لا مؤسسات ولا قضاءً وهو مسار خطير، وسأل السيد حسن: أين هو من ضرب المؤسسات وتعطيلها طوال العهد الحالي؟ أين هو من ضرب القضاء برفض توقيع التعيينات القضائية والتدخل السياسي في أعماله؟ أين هو من شلّ عمل الحكومة الذي انعكس شللاً على المستويات كافة، وانهياراً في المؤسسات العامة والقطاع الخاص؟ أين هو من مصادرة قرار الحرب والسلم العائد دستورياً للدولة والمؤسسات الدستورية، وهو في نفس المقابلة أعلن إحلال نفسه مكان الدولة اللبنانية ومؤسساتها في موضوع ملف الترسيم البحري؟ أين هو من ضرب النظام المصرفي الذي تبرأ منه النائب محمد رعد؟ أين هو من انفجار المرفأ وتداعياته الكارثية على الشعب والاقتصاد ؟ أين هو من تغطية الفاسدين والمفسِدين في السلطة الذين يدعمهم بسلاحه؟ لا بل أين هو من ملفات العملاء لإسرائيل وآخرهم عامر فاخوري؟

فاقتناص الفرص لإيصال رسائل سياسية للأطراف المناوئة للحزب وسياساته عبر الطغمة الحاكمة انفاذاً لأجندات خارج الحدود، كما رسائل المسيّرات والتهديد والوعيد بالحرب مع العدو الإسرائيلي وتفضيل الموت على العيش، كلها أمور اعتدنا عليها في يوميات سياسة محور حزب الله وحليفه المسيحي التيار الوطني الحر، هذا المحور الذي لم ولن يتوانى عن فبركة ملفات وإصدار أحكام وتوزيع شهادات بالوطنية، ضارباً عرض الحائط بالقيم والشرف والمقامات الدينية ولو طالت مقام من أُعطي مجد لبنان وكان في أساس قيام هذه الدولة التي تبدو على نقيض مع فكر حزب الله السياسي المثبت في المؤلفات والخطابات النافية لوجود لبنان وللدور الريادي المسيحي فيه.

وختم أبو صعب بالتمني على السيد حسن، إن كان للتمنيات من مكان بعد اليوم، العودة الى لبنانيته ومعه حزبه، أو الخيار بين إيران ولبنان لأن المضي بالإثنين معاً سيؤدي بالبلد الى مزيد من زعزعة للإستقرار وتهديد السلم الأهلي، رغم علمنا مسبقاً أن خيار الحزب هو إيران وليس لبنان، وما إدعاء الدفاع عن بقعة جغرافية لبنانية الا للتغطية على تنفيذ أجندة إيران في المنطقة.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: