أكد عضو كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب وائل أبو فاعور أنّ “الأحداث التي جرت في سوريا مؤسفة ومريبة وهناك محاولة لضرب استقرارها والرد على ذلك يكون بالاحتكام إلى منطق الوطنية السورية ومنطق العدالة والقانون وحكم الدولة العادل”.
وأشار أبو فاعور إلى أننا “نجتمع قبل أسبوع من السادس عشر من آذار ، هذه المناسبة التي كنا نحييها ولكن كنا نذهب إلى ضريح كمال جنبلاط وفي قلبنا غصة، نذهب ونحن نشعر بحزن شديد، هذا هو العام الأول الذي نحتفل فيه بذكرى كمال جنبلاط وقد سقط قاتل كمال جنبلاط، سقط نظام الأسد في سوريا، ولمزيد من إكرامنا في هذه الأيام المباركة بالأمس تم إلقاء القبض على إبراهيم حويجة القاتل المجرم الذي سدد رصاصاته إلى كمال جنبلاط، وكمال جنبلاط لم يكن شخصاً ولم يكن رئيس حزب، كمال جنبلاط كان فكرة، كان رأياً، وهذه الفكرة التي اعتقدوا أنهم قتلوها في السادس عشر من آذار عاشت في صدور الأوفياء وفي عقول وقلوب كل الناس الأوفياء الذين حملوا ذكرى كمال جنبلاط كل هذه السنوات، إلى أن وصلنا إلى هذا اليوم الذي يسقط فيه الجلاد وتعيش فيه الفكرة، وصلنا إلى هذا اليوم الذي تسقط فيه المقصلة وتعيش فيه فكرة كمال جنبلاط”.
كلام ابو فاعور جاء خلال مشاركته في احتفال لفرع راشيا في الإتحاد النسائي التقدمي “هيئة منطقة راشيا – البقاع الجنوبي” في اطار اللقاء النسوي الأول لمناسبة يوم المرأة العالمي وعيد الأم، أقيم في قاعة راشيا العامة، تخلله تكريم نساء رائدات في مختلف المجالات من راشيا، والإعلان عن منح المربية المرحومة هيام سعيد الدراسية زوجة الدكتور هايل سعيد تقديراً لمسيرتها المتميزة.
حضر اللقاء رئيس المنطقة التربوية السابق في النبطية علي فايق، رئيس بلدية راشيا رشراش ناجي، رئيس اتحاد بلديات جبل الشيخ جريس الحداد، مسؤولة هيئة راشيا في الاتحاد النسائي التقدمي فريال صعب، عضو الهيئة الوطنية لشؤون المرأة ربى مكارم، وكيل مفوض الاعداد والتوجيه فارس فايق، ممثل وكالة داخلية البقاع الجنوبي في التقدمي فادي طلايع مدير فرع راشيا في التقدمي عماد ناجي، مديرو ومديرات ثانويات ومدارس ومؤسسات تعليمية وتربوية ومكرمات من مختلف القطاعات ومسؤولات الاتحاد النسائي في قرى راشيا وسيدات من كافة قرى المنطقة.
قدمت اللقاء مسؤولة فرع راشيا في الاتحاد النسائي التقدمي ندى ابو حجيلي مرحبة بالحضور ووجهت التحية لنساء الاتحاد وكل الأمهات.
أما المربي علي فايق فقال: “نستهلُّ لقاءَنا اليوم، بالتهنئة للمرأة في يومِها العالميّ، والشكرُ لأصحابِ الدعوة الاتحاد النسائي التقدمي على هذا اللقاء التكريميّ لنساءٍ رائداتٍ في مختلف المجالات والإعلان عن منَح المربّية هيام سعيد الدراسية، تقديرًا لمسيرتِها المتميّزة”.
أضاف: “إننا إذ نقف معكم في هذا اللقاء تكريما للقيم التي تمثلها السيدة المرحومة هيام سعيد في حياتها والتي عاشتها في سعيها الدؤوب مع الدكتور هايل في بلاد الاغتراب فكانت الزوجة المتفانية والأم الحانية والمربّية الفاضلة، وشريكةُ البذلِ الصامتِ والخيرِ الدافقِ من أعماق الروح، وفيّةً للأرض التي طلعت منها، فكان لها ما أرادت من المبادرات الخيّرة التي أطلقتها مع زوجِها والمستمرة حتى الآن، لأن ما أنعم الله به يتباركُ ويتزكّى بقدر ما يلامس حاجاتِ الناس الأساسية. لفقيدتنا رحمة السماء وألق الذكرى وغنى الإرث والأثر الباقي المستمر”.
وتابع: “الرفيق وائل أبو فاعور، أتيت إلينا منذ عقدين من الزمن، في مرحلةٍ كادت أن تهدّد أُسس البنيان الوطني، جئتَ إلينا بإرادة الواثق من تغيير المشهد لتشهدَ على الحواراتِ الصافيةِ بين الأرض وأبنائها، لتحرس الكلمة الأبديّة كي تبقَى على شفاه البشريِّ، فعلَ تحقُقٍ واكتمال، وتعالٍ عن مهانات الأرض، لتضلَ الحقيقة نظِرَةً كما جاءت من أصلها. لقد التقت عندك إرادة الذات مع إرادة الحياة، فكان لكَ ما أردتَ وما أرَدنا لراشيا التاريخ بالمتحف المعبِّر والمنبر الثقافي الراقي والبيئتين الاجتماعية والطبيعية النظيفتين والمدى الوطني الجامع والدور المرتجى لحاضر يُبنى لتكون راشيا مساحة للعيش، لحياة التي تليقُ بأبنائها المستحقين”.
واعتبرت مسؤولة هيئة راشيا في الاتحاد النسائي التقدمي فريال صعب في كلمة لها أنّ “المرأة هي العائلة، المربية، المعلمة، الممرضة، المحامية،العاملة، الأم التي تختصر فينا أسمى القيم الانسانية. وفي هذا اللقاء نجدد كاتحاد نسائي تقدمي وقوفنا الى جانب المرأة ودعمها ودعوتها لتحقيق ذاتها على كافة الأصعدة ودعوة المرأة في راشيا للانخراط في المجالس البلدية والاختيارية وريادة الأعمال”.
وأضافت: “الحزب التقدمي الاشتراكي هو حزب بقوم على احترام المرأة وضمان حقوقها، هو فكر كمال جنبلاط وحزب وليد جنبلاط السند والداعم وحزب تيمور جنبلاط في التجديد والتغيير والعطاء. من هذا اللقاء وبوجود النائب وائل أبو فاعور الداعم لانشطتنا وهو دائما مع وكالة الداخلية وكافة الفروع الحزبية السند الحقيقي للاتحاد النسائي التقدمي”.
وتابعت: “من هذا اللقاء ندعو للمشاركة باللقاء السنوي ب ١٤ آذار تكريماً لكل الأمهات ودعوة خاصة للمشاركة بيوم الوفاء في ١٦ آذار في ذكرى الانتصار بعد انتظار طويل”، مضيفة “نرحب لكن ونثني على عطاءات الدكتور الفاضل هايل سعيد حيث نعلن اليوم عن منحة المربية المرحومة هيام سعيد (٢٠ منحة مدرسية للتعليم الثانوي الرسمي في راشيا).
ورأت ربى مكارم أنّ “المناسبة لتكريم المرأة في يومها العالمي، وما هذه الحفاوة اليوم إلا للتأكيد على الدور الريادي للإتحاد النسائي التقدمي حيث نقلت تحيات وشكر رئيسته في لبنان منال سعيد”، منوهة ب”الجهود التي تبذل في سبيل خدمة المجتمع ورقيه من خلال رؤية واهداف نبيلة يقوم بها الاتحاد”.
وألقى النائب ابو فاعور كلمة قال فيها: “كل الاحترام للسيدات على الدور الكبير الذي يقمن به في مجتمعنا وأتمنى أن تترسح تلك القناعة بأنه لا يمكن أن ينهض هذا المجتمع إلا إذا نهض بنسائه ورجاله وربما بنسائه قبل رجاله”.
وتابع: “الشكر للرفيقة فريال على هذا النشاط ولكن الشكر الأكبر الرفيقة فريال لك وللرفيقات في الاتحاد النسائي التقدمي على هذه الثورة النسائية التي حصلت في المنطقة، والذي بعث روحاً في عمل الحزب التقدمي الاشتراكي وفي عمل الاتحاد النسائي في المنطقة”.
وأضاف: “الرفيقة روبى مبارك لك هذا الموقع الجديد الذي أعرف أنك من ضمن هذا الموقع سوف تعبّرين عن مزيد من النشاط وعن مزيد من القناعة التقدمية الاشتراكية”.
وقال ابو فاعور: “التحية للدكتور هايل سعيد الرجل الخير الذي برّ بمجتمعه في أيام الصعوبة والذي عرف كيف يحفظ ذكرى زوجته المرحومة هيام سعيد وما هذا النشاط إلا شكل من أشكال الوفاء منه إلى روح المرحومة زوجته. التحية لراشيا كل منطقة راشيا ودعوتي أولا للمكرمات بطول العمر بمزيد من النشاط، نحن نعتز بالسيدات في مجتمعنا سواء كنا في مواقع إدارية أو في مواقع تربوية أو صاحبات تجارب فكرية أو شعرية أو أدبية، نحن نعتز بالسيدات ونعتز بكل الإنتاج الذي نراه منهن في مجتمعنا وآمل في الاستحقاقات القادمة، استحقاقات بلدية أو نيابية أو غيرها من الاستحقاقات أن نرى مشاركة أكبر للمرأة مشاركة ترشيحا وليس فقط اقتراعاً”.
وأضاف: “الإنتخابات البلدية المقبلة ونأمل أن يكون هناك مشاركة، وواجبنا كحزب تقدمي اشتراكي أن نحفّز هذه المشاركة وأن ندعو إليها وأيضا بالاستحقاقات النيابية المقبلة أن يكون فيها نسبة تمثيل للنساء لأنه إذا تركت الأمور لتطورها الطبيعي الثقافي فلا أعتقد أن الأمر سيكون متاحا في القريب بل أنه سيأخذ سنوات وسنوات، وبكل المجتمعات التي أرادت أن تحفز أفكار معينة أو مسلكيات معينة كان ممكنا دون أن يكون هناك تمييز سلبي، وكان يمكن أن يكون هناك إجراءات قانونية معينة تفرض أو يتم العمل بها”.
وتابع: “احتفال السادس عشر من آذار والأمل كبير أن تكون المشاركة كبيرة ومشاركة ليس فقط للاتحاد النسائي التقدمي مشاركة للسيدات من راشيا والبقاع الغربي مشاركة حاشدة، وهذه ليست مناسبة حزبية او سياسية، كمال جنبلاط عندما أعدم الزعيم انطون سعادة تصدى لهذا الأمر رغم الخلاف الفكري بينه وبين انطون سعادة. لماذا؟ لأنه لم يكن يدافع عن انطون سعادة بشخصه أو بفكره بل كان يدافع عن حق التعبير الحر، عن حق الفكرة الحرة، ونهار الأحد في المختارة لم نذهب فقط لنحيي ذكرى كمال جنبلاط، بل سنذهب لنقف إلى جانب حرية الفكرة في هذا الشرق دائما، حرية الفكر كانت مظلومة ودائما حرية الفكر كانت تحارب وتقتل بالسيف أو تقتل بالرصاص. السادس عشر من آذار هذه المرة يجب أن يكون مناسبة لكل اللبنانيين ليس فقط للحزبيين، ليس فقط لمن يوالون وليد جنبلاط أو تيمور جنبلاط أو من والوا تاريخياً كمال جنبلاط، بل يجب أن تكون مناسبة للحرية في لبنان للحرية في بلاد العرب، وللحرية في هذا الشرق الذي ظلمت فيه الحرية كثيرا”.
وختم ابو فاعور: “شكرا على هذه الدعوة، شكرا على هذا النشاط، هذا الاحتفال، هذه الفعالية الراقية التحية للسيدات المكرمات كل التقدير على كل الجهود شكرا لكم”.
وفي نهاية اللقاء، تم توزيع الدروع للمكرمات والورود لمئات النساء الحاضرات.