Search
Close this search box.

أجندة الشارع أو السلطة؟

أجندة الشارع أو السلطة؟

لا يمكن التغاضي بعد اليوم عن الأضرار الجسيمة “غير المقصودة”، كي لا نظلم صرخة الثوار ووجعهم، التي تؤدي في كل محطة إحتجاجية إلى تنفيذ أهداف تصب في خدمة السلطة وذلك بشكل غير مباشر.
من غير الممكن التمييز بعد اليوم بين الثائر الحقيقي الذي نزل الى الشارع في ١٧ تشرين، واللبناني الذي يعيش حال ضياع حيال هذه”الحراكات” المتنقلة بين المناطق، والتي وصلت الى مناطق كانت بمثابة الخط الأحمر أمام الثورة.
وإذا كانت أطراف السلطة والممانعة تتهم الحراك الحقيقي والثورة الشعبية الفعلية بأنها عميلة للسفارات، فإن الثوار الموجوعين يسألون عن الثوار الجدد وهويتهم ولمن يعملون وعن الأيادي الخفيّة التي تحركهم لأهداف واضحة تحقق مكاسب السلطة وغاياتها، وفي مقدمها السطو على ما تبقى من المال العام والودائع تحت عنوان الدعم وإنقاذ اللبنانيين من العتمة حيناً ومن طوابير الذل أمام محطات المحروقات والأفران والصيدليات حيناً آخر.
الإنقاذ لا يحصل إلا بتأليف حكومة جديدة وتنفيذ إصلاحات، وهذه هي صرخة المواطن الموجوع.
وتحريك الشارع من أجل وضع اليد على الإحتياطي الإلزامي يأتي في سياق تنفيذ أجندة السلطة التي تختلق الأزمات وتبتزّ المواطنين ليقبلوا بالحلول “المسمومة” مثل الزيت القاتل الذي يباع من دون أي رقيب.
ولا يقتصر توظيف السلطة للحراك على تحقيق أجندة خاصة متعلقة بالفساد وتحويل الأنظار عن المشكلة الأساسية، ومن المصادفة ما حصل من إشكال بالأمس مع زوجة النائب فؤاد مخزومي، وبغض النظر عن التفاصيل،فإن الهدف الذي تحقق هو جليّ، وهو ضرب صورة مخزومي الذي رفع الصوت أخيراً في وجه من يدفعون للإنهيار ولا يتحركون أو يتنازلون بالعمل على وضع الحلول.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: