مع وصول سعر صرف الدولار في السوق السوداء إلى 108 الاف ليرة للدولار الواحد، لا يزال الكثيرون يتساءلون عن مصير الليرة اللبنانية والوضع المالي والاقتصادي القائم اليوم.
وللجواب عن هذه التساؤلات كان لموقع LebTalks حديث مع الخبير الإقتصادي الدكتور أديب طعمة الذي إعتبر أن "الليرة اللبنانية فقدت قيمتها، فالليرة هي مثل عقد إجتماعي بين المواطنين للثقة بمستقبل بلد وحاضره، أما اليوم فالمؤسسات الإقتصادية والمالية كالميزان التجاري مثلاً كلها لم تعد لديها قيمة فعلية، لأن انهيار الليرة بدأ قبل أن تستطيع الدولة اللبنانية أن تستدرك هذا الانهيار وخلق إقتصاد بإمكانه أن ينافس في الخارج. والانهيار أتى أيضاً إثر وضع قيم متعددة لليرة مقابل الدولار وتحجيم القدرة الإقتصادية اللازمة كي نستطيع العودة والنهوض"، لافتاً إلى أنه "كان من المفروض على الدولة أن تتجه نحو الدولرة التدريجية منذ كان لديها احتياط بالدولار، أما اليوم فالدولرة تزيد من الأزمة المالية وتعمّقها وهذا يعني أن قيمة الليرة اليوم تساوي "صفر" وبإمكانها الانهيار أكثر أمام الدولار من دون حدود".
أما عن الوضع المالي ككل، فيشير طعمة إلى أنه "إذا نظرنا إلى الوضع بطريقة موضوعيّة فالدولة اللبنانية باتت من دون ديون اليوم عبر أخذها لأموال المودعين، وقد انخفضت تكاليفها أيضاً مع انخفاض قيمة رواتب موظفيها بمعدل ١٠ مرات تقريباً، لكن المشكلة الأساسية هي الطبقة السياسية والمالية الحالية، فإذا لم تتغيّر هذه الطبقة لن يحصل أي تغيير ولا أي تحسّن خصوصاً وأن لا خطة مالية حقيقية للنهوض بالبلد"، مؤكداً أن لبنان يمكنه اليوم النهوض من نقطة الصفر من دون ديون وبدولة انخفضت تكاليفها إلى هذا الحد، إنما علينا خلق دور جديد للبنان بأشخاص جدد توحي بالثقة، ومن خلال استرجاع، ولو بنسبة بسيطة، من الذين سرقوا البلد أموال توضع في صندوق سيادي كي نستطيع النهوض مجدداً بالبلد".
