أسئلة مواطن على مفترق وطن

Lebanon flag Lebanese flag

كتب مارون مارون:

أسئلة مشروعة يطرحها كل مواطن لبناني على ما تبقّى من ضمائر لدى المسؤولين في الدولة اللبنانية وهي تتلخص بالآتي:
إلى متى سيستمر النزيف في الجسم اللبناني المتهالك أصلاً؟

إلى متى ستبقى مشاهد الدمار والدماء والنزوح والبكاء والهجرة آخذة بالتصاعد والتفاعل؟

إلى متى سيبقى المواطن درعاً بشرياً يختبئ خلفه مقاتل يأتمر بأوامر من خارج الحدود؟

إلى متى ستبقى حرب الآخرين قائمة على أرضنا؟

إلى متى سيبقى الشعب اللبناني يدفع فاتورة حرب لا ناقة له فيها ولا جَمل؟

إلى متى ستبقى رقابنا على مقصلة إيران؟

إلى متى سيبقى إصبع إيران على زناد بندقية تُطلق النار من لبنان وليس من طهران ومن على كتف شاب لبناني الجنسية وليس الإنتماء؟

إلى متى سيبقى رمح إيران مغروساً في صدر لبنان، يستجر سيف إسرائيل إلى أجسادنا؟

إلى متى سنبقى نتابع إنذارات أدرعي التي نستيقظ ونغفو عليها، وقد تحوّل إلى مُرشد للشعب اللبناني لتنبيهه بضرورة إخلاء من هنا وغارة من هناك.

الى متى سيبقى لبنان واقعاً بين سندان إيران ومطرقة إسرائيل؟ الأولى تُرسل المال والسلاح والصواريخ والمرتزقة وتنشر العقيدة الإسلامية، والثانية تُطلق التحذيرات وتنفّذ الغارات وتقصف منصات الصواريخ ومستودعات الاسلحة وتستهدف مطلوبين على لوائحها المكتظّة، وبين هذه وتلك يسقط الأبرياء وتُدمر الأبنية وتزهق الأرواح ويُقضى على الأرزاق وجنى الأعمار والأحلام وحتّى على الذكريات…

إلى متى سيبقى ضبّاط وعناصر الجيش اللبناني يسقطون في حرب لم يستشرهم فيها أحد، وآخرهم الرائد محمد فرحات.
إلى متى سيبقى هذا التكاذب قائماً ومرتكزاً على عبارات زائفة مثل الوحدة والتضامن والتآخي وغيرها من الكلمات التي لا تنطبق على الواقع الحقيقي؟ فأنا مثلاً أرفض الحرب وأرفض تحمّل تبعاتها، وغيري في الوطن يؤيدها، فليتحمل هو وحده تبعاتها وتكاليفها المادية والبشرية والإقتصادية، وطبعاً النصر الإلهي في خاتمتها!!

الى متى سيبقى مُصطلح “الإنتصار” مُرادفاً حقيقياً لمصطلح نقيض وهو “الهزيمة الموصوفة”؟

إلى متى سنبقى بلا رئيس للجمهورية، وأسرى لمفتاح رماه رئيس مجلس نوابنا في بحر غزة، بدلاً من أن يحمله أمانة في عنقه؟

الى متى سيبقى الوزراء في بلادنا يعملون للجهة التي عيّنتهم وليس لانتشال الوطن أو لتضميد جراح المواطن؟

إلى متى سنبقى رهائن لمطار واحد يقع في منطقة جغرافية تحكمها شريعة الغاب، الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود؟

إلى متى سيبقى موطني ساحة نزاع واختبار، ومتى ينتفض المسؤول على الواقع وينقذ شعبه وما تبقّى من مؤسسات ويضع حداً لهذه المأساة عبر تطبيق الدستور ونشر الجيش ونزع السلاح غير الشرعي؟

إلى متى سنبقى نخشى ان نستيقظ يوماً وقد تم تدمير كل ما تبقّى من بُنى تحتيّة ومنشآت حيوية، مثل الجسور ومحطات المياه ومعامل الكهرباء وسنترالات الإتصالات والإنترنت والمطار والمرفأ وغيرها؟

لائحة الأسئلة تطول، إنما يبقى السؤال الأهم، إلى متى سنبقى نحلم بلبنان الزمن الجميل، نذكره ولا نراه، نحلم به ولا نعيشه، نناديه ولا يسمعنا، فهل رحل مع خريف ما، أم أنه يتحضّر ليبدو لنا زاهياً مع الربيع الآتي… نعم، ربيع لبنان سيُزهر رغم المشهد القائم والسواد القاتم، ربيع لبنان لا شك آتٍ… والسلام.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: