إنتشرت في الآونة الأخيرة معلومات عن تزايد عدد الطلبات على جوازات السفر من لبنانيين بنسبة كبيرة جداً لم يشهدها لبنان من قبل في تاريخه، إذ كشفت المعلومات عن وصول عدد الطلبات الى ما يتجاوز السبعة آلاف طلب في اليوم الواحد.
نعم! سبعة آلاف في اليوم، فهل من أحد يعي مدى خطورة وكبر حجم هذا الرقم؟
بينما يحاول المعنيون في البلد تناتش الأكثرية الساحقة والحصول على حصص وحقائب أكثر فأكثر محتمين تحت عنوان "حقوق الطوائف" و"أحقية هذه الطائفة على تلك"، يتبيّن اليوم أن أكثرية الشعب اللبناني في مكان آخر فلا أكثرية طائفية ولا حزبية ولا مذهبية، الشعب اللبناني اليوم يئن تحت وطأة "أكثرية الهجرة" التي باتت الحلم الوحيد لغالبية اللبنانيين خصوصاً فئة الشباب منهم، التي لم تعد ترى في هذا البلد أي أمل للتغيير أو التطوير أو حتى مؤاءمة ما تبقى من أحلامهم وطموحاتهم مع مستقبلهم الذي لم يبدأ بعد.
هي الأكثرية الساحقة اليوم تجد نفسها وحيدة في ظل هيمنة مسؤولين لا يعون معنى المسؤولية، أكثرية تتطلع للهجرة في بلد لطالما كان ملجأ لمن يريد تحقيق حلمه وبناء مستقبله، فهل ستجد هذه الأكثرية من يتبناها؟
