أكثرية حديدية لكل التحديات والأثمان

lvl220191011012851310 (1)

دمشق متفاجئة من نتائج الإنتخابات لانها ضربت عمقها البرلماني اللبناني من خلال إسقاط رموز تحالفاتها الأساسيين ."حزب الله " متفاجىء ومصدوم من النتائج ، وأولى ردود فعله كانت محاولة أمينه العام في أول خطاب له بعد الإنتخابات، الدعوة إلى حكومة وحدة وطنية وتعاون فيما بدا بوضوح على أنه محاولة التفاف مسبق على النتائج المخيبة التي مني بها حلفاؤه وعلى رأسهم الحليف المسيحي الذي لطالما أمن له الغطاء المسيحي في معادلة حماية السلاح مقابل حماية المحاصصات والصفقات .وبالامس جاءت عظة غبطة أبينا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، مدوية من مغبة تقويض نتائج الإنتخابات والإنقلاب عليها في إشارة مباشرة إلى ما يحاك من سيناريوهات لتمييع النتائج وما يترتب عليها من معادلات جديدة وتوازنات تعكس إرادة الشعب .

فإذا كان المطلوب العودة إلى الأساليب التقليدية للحكم والمفاهيم الكارثية كمثل أكذوبة حكومات الوحدة الوطنية والإئتلاف والمحاصصات فلماذا كانت الإنتخابات ؟ثمة مساعي تبذل لمحاولة الإلتفاف حول الأكثرية الجديدة من قبل الفريق المتضرر والذي كان يعرف ب٨ اذار، إلا أن هذه المرة ولا كل المرات السابقة لن يكون بالإمكان إلا تشكيل حكومة أكثرية تحكم وأقلية تراقب وتحاسب .من الصعب على الحزب وحلفائه وأولهم "التيار الوطني الحر"، استيعاب شروط المرحلة الجديدة ومتطلباتها وهذه الصعوبة ستترجم محاولات عرقلة واستئثار وتفتيت لتلك الأكثرية - فالإنتصار الذي تحقق يجب تثميره وتسييله والإستثمار فيه رغم الصعوبات والعقبات - إلا أن المعول عليه بعد اليوم، هو إرادة حديدية بالتغيير وتحقيق السيادة مهما غلت الأثمان وكبرت العقبات .نأمل أن لا نخير بين التعطيل لمحاولة الإخضاع أو الحلحلة مقابل التراجع عن المبادىء لأن خيار الأكثرية هذه المرة لن يكون كما قبل ، وإذا كان المعروض متابعة الاساليب القديمة في الحكم والادارة او شل البلد، فيمكن أن يكون الخيار الثاني أرحم ولو بمعاناة من الخيار الاول علماً أن لا أحد من الاكثرية التغييرية والسيادية سيقبل بالشلل ولا باستنساخ صيغ واساليب الماضي الكارثية.والخلاصة أن المرحلة المقبلة صعبة وقاسية في المواجهة حيث امتحان السيادة والتغيير أمام ارض الواقع وساعة الإمتحان . فإما ندفع ثمن سيادتنا وتغييرنا بعدما دفعنا ثمن المزارع والفساد أو نسقط مجدداً في وحول الإنقسامات والمحاصصات والخوف فتتعرض إرادة الشعب مرةً جديدة للخيانة .

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: