لا شك في انّ احداث الطيونة – عين الرمانة لا تزال ترخي بثقلها على الوضع اللبناني، والمسيحي بصورة خاصة، إنطلاقاً من تطبيق مقولة " صيف وشتاء على سطح واحد"، وهذا ما إعتدنا عليه في لبنان، لان الاستنسابية تلعب دورها بإتقان، ولا احد قادر على ردعها، في ظل اسئلة شعبية تطلق منذ ذلك الخميس الاسود، عن مدى تلاحم المسيحيين ووحدتهم اليوم، بعد كل الذي حصل من إعتداءات على الاهالي خلال إجتياح منطقتهم، ما شكّل نقزة مسيحية في توقيت حساس .
الى ذلك ثمة اسئلة توجّه الى التيار الوطني الحر ورئيسه النائب جبران باسيل، الذي أعاد الى الاذهان خلال تعليقه على تلك الاحداث، ذلك الخلاف التاريخي بينه والقوات اللبنانية، لتشتعل الردود بين بعض نواب الطرفين، الذين سارعوا للقصف الكلامي، ليتحوّل المشهد الى كارثي، خصوصاً بعد إشتعال مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال مناصري الفريقين، لانّ باسيل خيّر المسيحيين بين معادلة تفاهم مار مخايل او مشهد أحداث الطيونة – عين الرمانة، مع " لطشات " لم تكن في التوقيت الصحيح، لانّ رئيس التيار ينبش القبور دائماً، ليعيد العلاقة المتأزمة الى المربع الاول، لكن وبعد الذي حصل من تهديد للمسيحيين، على لسان الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، بمئة الف مقاتل من حزبه، ألم يحن الوقت بعد لتحقيق الوحدة المسيحية، ونسيان الماضي الاليم الى غير رجعة ؟، ألم يحن الوقت لتفادي ذلك التاريخ المثقل بالحروب بين الاشقاء؟، فيما اليأس والاحباط يسيطران على المسيحيين، الذين إختاروا الهجرة لانها الحل الافضل، والخيار الذي لجأوا اليه مرغمين، بعد ان فقدوا الايمان بالبلد وسياسيّيه، بحيث يستعين البعض في اي لحظة خلاف مع الآخر، بإعادة عقارب الساعة الى الوراء، لتفتح الجروح من جديد، ما يدعو الى الاستغراب كيف لم يتعلم هؤلاء اي خلاصة او نتيجة من تلك التجارب الاليمة؟.
