أمنيات بسنة تافهة!

ny

في خضمّ الأحداث الجارية في الشرق الأوسط، نجد أنفسنا محاصرين في دوامة من الهراء السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

فمن حروب لا تنتهي إلى أزمات اقتصادية خانقة، ومن أنظمة ديكتاتورية إلى انتهاكات لحقوق الإنسان، يبدو أن المنطقة تُعيش في سيمفونية من التفاهات.

ولكن، ماذا لو حاولنا أن ننظر إلى الأمور من منظار مختلف؟ ماذا لو تمنينا سنةً تافهة بكل ما تحمله الكلمة من معنى؟

الأمنية الأولى: أن تُحلّ جميع الصراعات الإقليمية بحلقة نقاش على “تويتر”.

تخيلوا المشهد: بوتين، بايدن، خامنئي، نتنياهو، كلّهم يتبادلون التغريدات والشتائم، بينما العالم يتابع بلهفة، لمعرفة من سيحصل على لقب “أفضل مغرّد” في نهاية العام.

الأمنية الثانية: أن تُحلّ جميع الأزمات الاقتصادية بطباعة المزيد من النقود.

لماذا نعاني من الفقر؟ ببساطة لأنّنا لا نطبع ما يكفينا ويزيد من النقود!

مع المزيد من الأوراق النقدية، يمكننا جميعًا أن نعيش حياة الرفاهية، ونشتري السيارات الفارهة، ونُسافر إلى أرقى الوجهات السياحية.

الأمنية الثالثة: أن تُعزّز الديمقراطية بإجراء انتخابات على “تيك توك”.

مع ملايين المستخدمين، ستكون “تيك توك” المنصة المثالية لاختيار قادة المستقبل.

فمن خلال مقاطع الفيديو القصيرة، يمكن للمرشحين عرض برامجهم الانتخابية، بينما يُقيّم الشعب مدى سخافتها.

الأمنية الرابعة: أن تُحلّ جميع انتهاكات حقوق الإنسان بإصدار أغنية “راب”.

مع إيقاع مُشوّق وكلمات قوية، يمكننا إيصال رسالة قوية إلى العالم حول أهمية احترام حقوق الإنسان.
فمن قال انّ الفنّ لا يُغيّر العالم؟

الأمنية خامسة: أن تُصبح جميع الحروب مجرد مباريات “فيفا”.

بدلاً من إراقة الدماء، يمكننا حلّ خلافاتنا بطريقة حضارية، من خلال مباريات “فيفا” على الإنترنت.
فمن سيفوز بكأس العالم؟ هل ستكون سوريا أم السعودية أم إيران؟

قد تبدو هذه الأمنيات تافهة، بل سخيفة كذلك، لكنّها تُعبّر عن حالة اليأس التي يعيشها الكثيرون في الشرق الأوسط. ففي عالمٍ يُهيمن عليه التافهون، ربما تكون التفاهات هي الحلّ الوحيد.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: