في بيان أصدرته لجنة أهالي ضحايا إنفجار ٤ آب، ورد الآتي:
"أخيراً أصدر رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي اليوم الثلاثاء 23 آب كتاباً وجهه الى وزير الأشغال العامة والنقل يطلب منه التنسيق مع المعنيين، والإفادة عن الإجراءات الواجبة للإبقاء على الصوامع الجنوبية لمبنى إهراءات القمح في مرفأ بيروت، والمحافظة عليها كمَعلَم تاريخي تخليداً لذكرى شهداء المرفأ، مع ما يستتبع ذلك من تعديل لقرارات مجلس الوزراء ذات الصلة.
واليوم بعد انهيار كامل أجزاء الصوامع الشمالية، انتفت حجة المسؤولين بأن وضع الإهراءات الشمالية وميلانها يشكلان خطراً على السلامة العامة ويمنعهم من الدخول الى الموقع، إلا أن فعل رئيس الحكومة إقتصر على إصدار كتاب وانتظار الرد، وهو ما لا نراه سوى ذرّ الرماد في العيون…
وبما أنه لا ثقة لنا وللناس بهذه الحكومة التي تسرّعت في اتخاذ القرار بهدم الإهراءات وتفرّجت على الحريق في الصوامع الشمالية على مدى 6 أسابيع و5 أيّام من دون أن تحرّك ساكناً، لذلك نطالب اليوم رئيس الحكومة والوزراء باتخاذ قرار رسمي عاجل يقضي بالحفاظ على الإهراءات الجنوبية وتعديل قرار الهدم السابق… وكفى مماطلةً وإلهاءً،
وأمام تخوفنا صراحةً من افتعال حريق جديد وتكرار نفس الأحداث، نطالب باتخاد إجراءات جدّيّة وعاجلة لإنقاذ ما تبقى من صوامع الإهراءات، "الشاهد الصامت"، وعدم المسّ بها، وحماية كامل موقع الإهراءات (حفرة الإنفجار، أرض الإهراءات وما تبقى منها) من دون أن يقتصر ذلك فقط على المنشأة وتصنيفه كمعلم ثقافي تاريخي.
وفي بيانٍ ثانٍ، حمّلت جمعية أهالي ضحايا إنفجار مرفأ بيروت السلطة المسؤولية عن طريقة التعاطي في ملف الإهراءات وعلى ما قامت به حتى خسرنا الجزء الشمالي من الإهراءات بشكل كامل، وخصوصاً أن توصيات خطيب وعلمي للهندسة شدّدت على ضرورة إقامة ثقوب بشكل لا يتعدى الخمسين سنتمتراً بينما هم خالفوا تلك التوصيات وأستعملوا آلة الكومبريسور وعملوا ثقوباً تجاوزت المترين ما سبب بزعزعة بنيان الإهراءات بدل حمايتها.
وتابع البيان: كما لم يتم تفريغ القمح كما يجب في ظل غياب السلطة وعدم إشرافها على أعمال الشركة التي عيّنتها من أجل إتمام هذا الموضوع، وكيف قبلوا بوجود كميات من القمح؟ علماً أنه وبنفس الوقت الذي كانوا يفرغون فيه القمح كان عدد من المهندسين يدخل إلى الإهراءات، ما يدل على عدم وجود خطر على السلامة العامة.
كما أن عدم إطفاء الحريق أمرٌ مفتعل، إذ لا يمكن استمرار حريق مدة شهر و١٦ يوماً ونحن نتفرج عليه من دون بذل أي جهد لإطفائه، وأركان السلطة يتقاذفون المسؤولية على بعضهم البعض، ومن غير المنطقي أن يشبّ حريق ولا يوجد ألف سبيل لإطفائه، خصوصاً أن الحريق كان صغيراً في بدايته ومن السهل السيطرة عليه.
واليوم نطالب السلطة بالقيام بواجبها وبإلغاء قرار الهدم وحماية الجزء الجنوبي بالإضافة إلى تفعيل قرار وزير الثقافة.
ونقول للسلطة ولمسؤوليها:" من حقنا أن نطلع على كل تفاصيل القرارات وكيفية التعاطي مع كل ملف يتعلق بفاجعة ٤ آب، وعليها أن تحترم الإهراءات وتحافظ عليها لأننا نعتبرها مدافن تحفظ رفات ضحايانا، وبالتالي هي موقع مقدّس بالنسبة لنا ونريد المحافظة عليها لتكون ذاكرة جماعية ومن ضمن لائحة الجرد العالمية، وبالتالي يجب تنظيف أرضية الإهراءات من كل ما يؤثر عليها سلباً حتى لا يحصل أي حريق آخر عليها.
كما يجب إخلاء الحبوب الموجودة بشكل كامل حيث توجد ثلاث صوامع في الجزء الجنوبي، فيها ثقوب وثغرات كالجزء الشمالي، ويجب إصلاح هذه الثقوب وتدعيمها.
ونشدد على كل ما قلناه لا بل نطالب بحماية الموقع ككل لأننا نعتبره مدافن لرفات ضحايانا.