لم يعد خفياً على احد تراكم التصرفات والمواقف الصادرة عن ثنائي “مصادر القرار الشيعي” وليس الثنائي الشيعي كي لا نساهم بعد اليوم في تعزيز اختصار طائفة لبنانية مؤسسة للبنان، بحزبين لا يمثلان في سياساتهما الحالية، لا الدور التأسيسي التاريخي للمؤتمنين عليه من ارث ولا الخط الوطني لشيعة لبنان الرياديين في انشاء الكيان اللبناني .
ولم يعد خافياً على احد الدور الايراني المباشر في اختطاف لبنان ، ذاك الدور الذي جاء حسين امير عبد اللهيان وزير الخارجية الايراني منذ ساعات ليؤكد فلسفة توريط لبنان واختطافه، بقوله ان امن لبنان من امن ايران، وكأن لا دولة في هذا البلد ولا رأس لشعب بامه وابوه او كأن لبنان توقف ونسي وبات منسياً لا اهل له ولا اولياء.
وقد اختصرت طهران لبنان كله بجماعتها ولا شيء آخر على الخريطة ولا على وجه البسيطة الا معاقلهم وقرارهم ودويلتهم .
من يراقب هذا التداعي التراكمي للاحداث في لبنان منذ خلو سدة الرئاسة الاولى الى اليوم، يكتشف دون مجهود كبير ، النسق التصاعدي لتعطيل النظام اللبناني الذي يقوده هذا الثنائي مدعوماً من مرجعية دينية تخلت عن ارث الشيخ محمد مهدي شمس الدين والشيخ عبدالله الامير قبلان لينحصر كل دورها في تغطية الانقضاض على النظام بحجة ” المقاومة ” .
فهذا الثنائي اسقط رئاسة الجمهورية يوم تمسك بمرشحه في مقابل تعطيل النصاب وانسحاب كتله من الدورات التالية …
وهذا الثنائي اسقط حاكمية مصرف لبنان يوم تظاهر علنا بالزهد في تولي المهام بالتكليف ولم يسع لضمان حق المسيحيين في الحفاظ على هذا الموقع او من له الحق فيه ..
وهذا الثنائي اسقط القضاء يوم حمى المتهمين في جريمة تفجير مرفأ بيروت ببلطجة علنية، لم تبدأ بتهديد وفيق صفا ولم تنته باخلاءات سبيل “همايونية” وكيدية لمدعي عام تمييزي، كل همه تسيير نظرية اسقاط القضاء خدمة لاسياده في هدا الثنائي …
وهذا الثنائي يسقط كل يوم ما تبقى من سيادة وقرار سيادي للدولة من خلال اطلاق مواجهة حربية ضد العدو الاسرائيلي دون اذن ولا دستور باسم لبنان وشعب لبنان ولبنان وشعبه براءة منهما ومن حروبهما التدميرية وكأن سنوات عجاف من التدهور والانهيار لم تكفهم كي يستكملوا رحلة هدم الدولة وقلب النظام قضماً قطعة وراء قطعة .
هذا الثنائي الذي يمثل ما يسمى بمحور الممانعة لم يعد ممكنا السكوت عنه وعن تجاوزاته ولم يعد ممكنا الاستمرار في التعاطي معه على انه قدر لبنان واللبنانيين لان النتيجة الحتمية للاستمرار في هذا النهج هو زوال الدولة … وزوال صيغة الحكم … والقضاء على العيش المشترك …
الثنائي الغاصب لارادة اللبنانيين وللقرار اللبناني الجامع بات خطراً كبيراً على استمرارية الدولة والدستور الذي يغتصبه هذا الثنائي تبعاً لمصالحه.
فحين تقضي مصلحته تغطية جلسة تشريع موازنة عرجاء مبتورة فاشلة عوراء، يجد في نصوص الدستور مبرراته فيما يتنكر للدستور ونصوصه ويخترع نظريات واهية لا تمت بصلة للدستور حين يتوجب ابقاء المجلس منعقداً كهيئة ناخبة لانتخاب رئيس للجمهورية …
باتت لعبتهم مكشوفة مفضوحة ممجوجة مبتذلة مقرفة فارغة وآخر بدعها ربط انتخاب رئيس بتوقف حرب غزة في محاولة مكشوفة لافهام من لا يزال يخبىء رأسه في الرمل انهم لا يريدون رئيساً للجمهورية بل وكيل اعمال في بعبدا بسير مصالح محورهم في لبنان تبعا لاجندة الولي الفقيه والحرس الثوري المأزوم في سوريا والعراق واليمن .
كفى عبثاً بلبنان ومصيره ….
كفى تلاعباً بمصالح الشعب والدولة …
كفى استهبالاً العقول … واهانة ذكاء الناس …
شلة غاصبة للبنان خاطفة لا شرعية لها ولا مشروعية لها سوى في كتاب مرجع الولي الفقيه …
محور يقضم كل يوم جزءاً من لبنان ومما تبقى من كرامته واستقلاله وسيادته وثوابته ومبررات وجوده …
افرغوا الدولة من مكونات وجودها وهم يتلاعبون بتوازناتها الوطنية بضرب الوجود المسيحي تحديداً في مواقع الدولة شيئا فشيئا مستبيحين كل الثوابت والاسس الايدام عليها لبنان …
بات الخطر في كل منزل لبناني … وليس فقط في الجنوب الذي يستغل في اعلامهم ودعايتهم “الجوبلزية ” ( نسبة لغوبلز مسؤول البروباغندا النازية ) وكأن الجنوب خارج لبنان او كأن ما يصيبه لا يصيب لبنان كله او كأنه كانتوناً يرتع فيه محور مقاومة اللاشيء … لا بل محور التطبيع والترسيم … وصداقة هوكشتين …
قضم للنظام اللبناني رويدا رويدا وإسقاطاً للمعادلات والتوازنات التاريخية … هذا ما يفعله الثنائي الغاصب للطائفة الشيعية وللبنان …
نجدد موقفنا الداعي لابلاغ المراجع الدولية بضرورة الفصل بين دويلة ” حزبلستان ” ودولة الشعب اللبناني علنا .
فلم يعد مقبولا ان يتحمل الشعب اللبناني ولبنان من لحمهما الحي ودماء انهياره الشامل اكثر …
اخطأ بيلاطس البنطي حين غسل يديه من دم السيد المسيح ملك الملوك ومخلص البشرية خطيئة مميتة فهل يصحح خطيئته هذه المرة ويصوب نهجه في غسل يده عن حق من غطرسة وبلطجة ثنائي الاحتلال الايراني المدمر للبنان …؟؟