تراوح الإتصالات في مكانها، من دون أية خطوات إيجابية على صعيد التوافق السياسي بين الأفرقاء كافة، بعدما شرذمتهم الإنتخابات النيابية، سواء كانوا من قوى 14 أو 8 آذار. وقد علم موقعنا أنّ هناك إتصالات مكثفة حصلت على خط الكتائب ومعراب وكليمنصو والنواب التغييريين والمستقلين، من أجل عقد اجتماع قريب جدّاً للتوافق على إسمٍ موحدٍ لرئاسة الجمهورية، وأقله الإجماع على أن لا يصوّت هذا الطرف الذي يُعدّ سيادياً لأي مرشح يدعمه حزب الله، أكان زعيم "تيار المردة" سليمان فرنجية أو سواه، بل مرشح توافقي من خارج الإصطفافات السياسية والحزبية، وهذا ما سبق أن أشار إليه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي.وعُلم في هذا الصدد أنّ الإتصالات قطعت شوطاً كبيراً، ولكن هناك تباينات ما زالت قائمة حول بعض المسائل الإصلاحية والسياسية، بمعنى أنّ النواب التغييريين لا يتفقون حتى الآن مع بعض القوى السيادية التي لها صلات مع أطراف أخرى يعتبرونها فاسدة، من حركة أمل وسواها، ولهذه الغاية فإنّ الأمور لن تصل إلى خواتيمها إلا من خلال التوافق على رؤية موحدة حول مواصفات الرئيس العتيد، وإلا كل طرف سيذهب في طريقه، وهذا ما يحصل اليوم، إذ لن تُسجَّل أي قفزة نوعية على خط جمع هذه القوى في لقاء موحّد، وربما يُصار إلى ذلك في حال نجحت الإتصالات التي يقوم بها بعض النواب السياديين والتغييريين والمستقلين وكذلك القواتيين والإشتراكيين، وثمة من يلفت إلى أنّ أصدقاء مشتركين لكل هذه المكوّنات يقومون أيضاً بمشاورات وتواصل من أجل انعقاد هذا الإجتماع.
