لا يختلف اثنان على أن المشهد اللبناني السياسي والمالي كما الأمني قبل توقيع اتفاق مار مخايل الشهير بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر "، هو غير ما بعده، وذلك بعد مرور ١٦ عاماً على توقيع هذه الوثيقة.جوهر "مار مخايل" وأهدافه الحقيقية، لم تلحظها بنود الإتفاق المذكور، كما يقول نائب مخضرم ، لأن كل ما ورد في سطوره عن تعزيز الوحدة الوطنية ومنع الإقتتال الطائفي والوقوف بوجه التقسيم والشرذمة ، لم يجد سبيلاً إلى الترجمة بعد كل هذه السنوات، فالإتفاق حقق المطلب الوحيد الذي أراده "حزب الله"، وما زال حتى اليوم، وهو إضفاء الشرعية على سلاح الحزب غير الشرعي ، وبعبارة وحيدة تغطية هذا السلاح مقابل ثمن كبير وضخم دفعه اللبنانيون وليس التيار الوطني، الذي فاز بالسلطة.لم يكتشف شركاء فريقي "مار مخايل"، خطورة ما حصل إلا متأخرين وربما بعد فوات الأوان وانهيار مؤسسات الدولة واقتصادها وأمنها المجتمعي والمالي وانقسام اللبنانيين إلى مجموعات طائفية ومذهبية، عاجزة عن جمع كلمتها في جبهة واحدة لإنقاذ لبنان ، حتى وصول الجميع إلى النقاط الحمر في علاقة لبنان مع محيطه العربي وصولاً إلى استفراد الحزب بالقرار على كل المستويات.قد يكون البلد انتقل من ضفة إلى أخرى بعد اتفاق مار مخايل، لكن فرصة التحرر منه ومن مفاعيله ما زالت متاحة كما يقول النائب المخضرم، والخطوة الأولى لتحقيق ذلك تبدأ من خلال الخروج من العزلة الحالية وعودة لبنان إلى الخارطة العربية كما الدولية وخروجه من الفلك الإيراني.
