ليس كل ما يقال في العلن عن دعوات الاحزاب والسياسيّين، الى ضرورة إحداث تغيّير في الحياة السياسية اللبنانية، يمكن تصديقه بسهولة، لانّ ما يتم التحضير له في الكواليس والخبايا بعيد كل البعد عن الواقع، وما يحاك في الخفي حول الانتخابات النيابية يبدو مفتوحاً على احتمالات وخيارات، لأنّ المسألة باتت مسألة "حياة أو موت" بالنسبة لبعض الكتل والشخصيات، خاصة وأنّ الإنتخابات على الأبواب، لذا يفضّلون ضمنياً عدم إجرائها، كي لا يكون معظمهم خارج الندوة البرلمانية.
وفي هذا الاطار يقول نائب معارض لLebTalks:" لا شك بأنّ اكثرية النواب الحاليين يفكرون بسيناريو جديد للتمديد، الذي سيُنتج مَخرجاً يجده احدهم في اللحظات الحاسمة والاخيرة، خوفاً من غياب اكثرية هؤلاء عن المجلس النيابي، بسبب خسارتهم لمقاعدهم التي لا يمكنهم التخليّ عنها، بعد عقود من الزمن".
ويؤكد بأنّ الشعب لا يمكن ان يرحمهم هذه المرة، بعد كل الذل الذي يعيشه، ولفت الى انّ بعض الاحزاب والتيارات يفضّلون عدم إجراء الانتخابات النيابية، مخافة الدخول في معركة إثبات الوجود، وهنالك أحزاب تهدف الى المحافظة على كتلتها المتعدّدة الطوائف، لذا تخاف من خوض تلك المعركة، وبعضها الآخر غير قادر على الفوز بمقاعد نيابية اخرى خارج دائرته، لذا يفضّلون التمديد لكن لا يجرؤ احدهم على لفظ تلك الكلمة، انما في مجالسهم الخاصة يتمنّون ذلك، ناقلاً انه سمع من البعض عن ضرورة التمديد وبالفم الملآن. ورأى انّ الخوف السياسي الكبير يبرز بقوة في العام المقبل ، لانه عام الإستحقاقات الرئاسية والنيابية، التي تأتي امتداداً للسنوات التي سبقتها ضمن اطر عديدة، لانّ مجلسها النيابي هو مَن سينتخب رئيس الجمهورية المقبل.
وفي سياق متصل يكشف بأنّ عدداً من الافرقاء والاحزاب، الذين أجروا إحصاءات حول نسب الاصوات التي سينالونها خلال الانتخابات النيابية المرتقبة، قد تلقى صدمات بسبب تدنيّ نسب الاصوات التي ستقترع لهم، في حين انهم وُعدوا من قبل المؤيدين والمقرّبين، بأنهم سيعودون بنسبة اصوات مرتفعة. لكن النتائج أتت مخيبة للآمال، واظهرت تبدّلاً في آراء الناخبين عموماً، الذين يعيشون الانهيارات اليومية بسبب فساد الطبقة الحاكمة وتوابعها، وبالتالي يعيشون الذل بكل انواعه، لذا يريدون الانتقام من البعض في صناديق الاقتراع .
