لا سبيل في لبنان لأي حل في الاطار الرئاسي، إلا من خلال الإستعانة بالمبادرات الخارجية الغربية والعربية، والتي لم تصل أي منها لغاية اليوم الى خاتمة سعيدة، في إنتظار توافق الداخل أيضاً على الإسم المطروح، والمحتاج الى غربلة أيضاً من الخارج ، واليوم تنطلق مهمة سفراء اللجنة الخماسية من جديد لطرح حل للمعضلة الرئاسية اللبنانية، ضمن شعار “لا غالب ولا مغلوب” الذي ينطبق على الوضع السياسي في لبنان، لانه الوحيد المقبول وسط الخلافات والانقسامات المستمرة، في حين تبدو مهمتهم صعبة في إنتظار التوافق المطلوب من الجميع.
الى ذلك تتجه مساعي السفراء لإيصال مرشح توافقي الى قصر بعبدا، من خلال الحصول على أكبر عدد ممكن من الاصوات النيابية، لدعم الخيار الثالث الذي يحظى بعلاقات جيدة مع اغلبية الاطراف السياسية في لبنان ودول المنطقة، لكن وعلى الرغم من بعض الاخبار الايجابية التي تسود الملف الرئاسي منذ أيام قليلة، لا يمكن للبنانيين ان يصدقوا انه يمكن إنتخاب رئيس، وسط تدهور الوضع الامني في الجنوب، فيما المشهد الامني الخطر يستدعي إنتخابه بأسرع وقت ممكن.
في السياق ينقل وزير سابق عن دبلوماسي عربي، على إطلاع بما يجري في الكواليس والخبايا الرئاسية، تفاؤله بحراك السفراء هذه المرة، لانه يحمل معه مواصفات المرشح الثالث، لكن لا تبدو المهمة سهلة ابداً وفق ما يقول، خصوصاً لمن يتمسّك بمرشحه، ويرفض ضمنياً دعم اي مرشح آخر، وهذا الإصرار يقابل بإصرار آخر رافض لأي دعوة حوارية، وإنطلاقاً من هنا إختارت اللجنة الخماسية صفات التوافق والانفتاح على كل الاطراف، وإلا يكون طرحها قد ولد ميتاً ولا أمل بأن يتحقق، وهذا يعني انّ الافرقاء وفي حال لم يتفقوا على هذا الخيار، فسوف نعود الى المربع الاول، اي الى نقطة الصفر وهذا يعني الارتطام الكبير.
في غضون ذلك، سيستمع السفراء خلال لقاءاتهم، الى وجهات نظر الكتل النيابية حول رؤيتهم الرئاسية، اي سيختبرون النيّات بدءاً بحزب الله، ومدى تجاوبه او تمسّكه بمرشحه رئيس تيار” المردة” سليمان فرنجية، او الاتجاه نحو مرشح الخيار الثالث، اي الكرة ستكون في ملعب حارة حريك، فهل ستسير في التسوية؟، فيما المعلومات تشير الى ان رئيس المجلس النيابي نبيه برّي بات مقتنعاً بهذا الخيار، وإلا لا حل وسيبقى الوضع على ما هو عليه، يعني مساحات شاسعة من الفراغ الرئاسي الممتد لسنوات…