على غير عادة، بدا رئيس المجلس النيابي نبيه بري متجهّم الوجه، بعيد عن إبتساماته المعهودة و”التنكيت” وجعل الجلسة من ضمن “الخوش بوش” التي كانت تنقل دائماً صورة اي جلسة رئاسية او إستحقاق هام، حيث كان يغلب طابع المرح والضحك والهرج والمرج، لكن في جلسة اليوم غابت هذه الصورة كلياً، وبدا بري بعيداً كل البعد عنها، وإستهلها بردّ على النائب ملحم خلف، حين اراد التذكير بتداعيات عدم انتخاب رئيس للجمهورية على البلد واللبنانيين عموماً، فأتى الجواب المتكرّر من بري الى خلف:” لا احد يسمعك”، ومع ذلك اصل الاخير كلمته المحقة، والمطالبة بفتح جلسات انتخاب متتالية للحدّ من معاناة الوطن وشعبه، والنتيجة عدم إحترام بري لما قاله زميله النائب.
الى ذلك فشل مجلس النواب للمرة الثانية عشرة في انتخاب رئيس، في مشهد التبس فيه امران: ظهور بري وكأنه حاكم لا يجابه، رافضاً الاستماع الى مداخلات النواب، وإحتساب الفرز من جديد بعد بروز خطأ فادح، فإتضح المقصد وهو تقليص الفارق بين مرشحه سليمان فرنجية ومرشح المعارضة جهاد ازعور، علّه يخفف من الخسارة المعنوية لفريقه.
الاخراج المسرحي أتى في أسوأ صورة للديمقراطية، فيما ربح الوجدان الوطني والضمير من خلال ٥٩ نائباً اقترعوا لازعور قائلين:” لا لهيمنة حزب الله ومحور الممانعة وأتباعه”.
